لا يعني تراجع "محور المقاومة" عسكريًا تراجع البنية الطائفية الشيعية التي سمحت لإيران ببناء نفوذها الإقليمي على مدى عقود. لقد تفكك المحور بفعل الضربات الإسرائيلية-الأميركية، وتقدّم قادته في العُمر، وصعدت هويات وطنية جديدة في العراق ولبنان وسورية، لكن الهوية الشيعية العابرة للحدود ما تزال حية وتتغذى على شعور متجدد بالحصار والخوف من التهميش. وسيعيد أي نظام إقليمي جديد لا يدمج الشيعة سياسيًا واقتصاديًا، ولا يمنحهم ضمانات واضحة داخل دولهم، إنتاج دوامات العنف ذاتها التي سمحت لإيران بمدّ نفوذها في الماضي.