كتب زياد ابحيص - بدأ "عيد الأنوار العبري (الحانوكاه)" بعد غروب شمس يوم الأحد 14-12-2025، وهو عيد يمتد على مدى ثمانية أيام، وهو مضاف لليهودية بشكلٍ متأخر ويحتفي وفق الروايات اليهودية بالتمرد الأول لليهود عام 164 ق.م ضد السلوقيين الذين حكموا فلسطين، وهو العهد الذي شهد تأسيس شكلٍ من الحكم الذاتي اليهودي تحت الدولة السلوقية ثم الرومانية وانتهى بتدمير الإمبراطور هادريان لهذه السلطة المحلية المؤقتة في حملته عام 135 للميلاد. وتعمل منظمات الهيكل منذ سنوات على إدخال هذا العيد إلى رُزنامة عدوانها على المسجد الأقصى، لتقلل من مدة انقطاع الأعياد اليهودية الكبرى والتي تدوم لستة أشهر ما بين شهر تشرين الثاني/ أكتوبر وشهر نيسان/ أبريل من العام الذي يليه، كما تحاول تكريسه باعتباره مناسبة المطالبة بفرض "السيادة الصهيونية الكاملة" على المسجد الأقصى المبارك، والمطالبة بإقصاء الأوقاف الأردنية عنه. وشهد المسجد الأقصى في اليوم الأول من هذا العدوان: 1. إشعال الشمعة الأولى من شمعدان الأنوار أمام باب القطانين من الخارج، وهو الطقس المستمر منذ عام 2021. 2. نصب شمعدان أعلى الجسر الموصل إلى باب المغاربة، أمام باب المغاربة من الخارج، حيث تولى طلاب في "مدرسة جبل الهيكل الدينية" إشعال الشمعة الأولى نهاراً –في غير وقتها المعتاد- أمام باب المغاربة من الخارج، وهو تعبير واضح عن تطلعهم لنقل هذه الطقوس إلى داخل المسجد الأقصى المبارك حتى ولو في غير وقتها المعتاد. 3. ترك المقتحمون الصهاينة خلفهم مجسماً رمزياً لشمعدان صغير داخل الأقصى مكون من شمعتين من أصل تسعة، في تعبير رمزي عن نفس المسعى لنقل طقوس إنارة الشمعدان إلى داخل المسجد الأقصى، في خطوة يريدون منها أن تكون على طريق التأسيس المعنوي للهيكل المزعوم كمقدمة لتأسيسه المادي، وذلك بفرض كل الطقوس اليهودية داخل الأقصى بشكلٍ تدريجي. 4. بلغ عدد المقتحمين لهذا اليوم 220 مقتحماً، تصدرهم الحاخام "إليشع وولفسون" حاخام "مدرسة جبل الهيكل الدينية" التي تزعم اتخاذ المسجد الأقصى المبارك مقراً لها، وأدوا طقوسهم العلنية الجماعية وغنوا في حلقات في الساحة الشرقية، التي تحاول منظمات الهيكل تكريسها وكأنها الكنيس غير المعلن في المسجد الأقصى. يتواصل عدوان الأنوار العبري حتى يوم الإثنين 22-12-2025، ومن المتوقع أن تتصاعد حدة العدوان كلما اقترب هذا العيد من نهايته، وهو عدوان يشمل المسجد الإبراهيمي في الخليل كذلك الذي تحاول حكومة الاحتلال مع المستوطنين تكريسه كموقع مركزي لاحتفالات "عيد الأنوار" العبري في كل عام. .