يأتي اختيار هذا الموضوع من خلال خبرة عملية طويلة في إدارة وتطوير الموارد البشرية في السوقين العربي والأردني، حيث لاحظت على مدار سنوات من التعامل مع الموظفين اختلافات واضحة في سلوكياتهم داخل بيئات العمل المختلفة، بعض الموظفين ينجزون الأعمال بصمت وثبات ويظهر أداؤهم من خلال النتائج العملية، بينما يبرز آخرون في الاجتماعات والمناسبات ويتحدثون كثيرا عن أفكارهم وإنجازاتهم بدون ربط واضح بالنتائج الفعلية، هذا التباين ليس مجرد اختلافات شخصية، بل له تأثير مباشر على الأداء المنظمي وبيئة العمل نفسها، وقد لاحظت أن كثيرا من المديرين يفتقدون لفهم هذه الأنماط وكيفية توظيفها بشكل يحقق التوازن بين التركيز العملي وضرورة الحوار والتواصل، لهذا أصبحت الحاجة لإعداد هذا المقال الذي يستند إلى خبرة عملية وأيضا إلى نتائج دراسات حديثة في علم النفس التنظيمي وإدارة الموارد البشرية.