وظيفةُ الناقد لا تعني بالضرورة أن يكون ناقدًا في كل مكانٍ وزمان؛ فمن فنون النقد اختيار توقيته.اليوم، يقترب الأخضر السعودي من خط نهاية رحلةٍ طويلة وشاقة، وأقول شاقة نسبةً لعوامل كثيرة، كرّر رينارد الإشارة إلى أبرزها؛ في مقدمتها عدم مشاركة اللاعب السعودي بصفةٍ مستمرة مع فريقه، ليصبح مطارِدًا للدقائق لا صانعًا لها. يدخل لتعديل نتيجة، أو لانتزاع انتصار، تحت ضغطٍ دائم، وأمام مدرجات ساخنة لا تقبل بغير الدوري أو الكأس. ورغم كل ذلك، يصل الأخضر إلى أدوارٍ إقصائية، تفصله دقائق معدودة عن بطولة العرب ذات الوهج العالي؛ البطولة التي ملأت الدنيا وشغلت العرب.وفي خضم هذا التفاؤل والحالة الإيجابية، لا يعيش بعض النقّاد طويلًا... حتى خرج علينا من اكتشف أن لاعبينا لا يملكون أساسيات كرة القدم! وهو من الاكتشافات التي — والله — نسأل الله أن يحرِمنا منها. فلا التوقيت مناسب، ولا الطريقة سليمة، ناهيك عن صحة هذا النقد من عدمه. وآخرون ما زالوا يعيشون في ماضٍ تليد، يقارنون بين جيلٍ وآخر، وكأنهم يقولون للزمن: ارجع يا زمان. وهنا، لا تدري أيهم خان اللحظة؛هل خانهم الوقت؟أم خانهم التحليل؟أم أنهم خانوا لحظة الفرح ذاتها؟ البعض لا يعرف كيف يفرح، ولا كيف يتفاءل، ولا كيف يبتهج... خصوصًا حين يتعلق الأمر بالمنتخب.فيما تجده لا يتعب وهو يصنع المعاذير لإخفاقات لونه المفضل، يختلقها — بل يؤلفها — بأفضل صورة ممكنة. أكتب هذه المقالة في ليلة نصف النهائي، متأملًا — بكل حبٍّ وتفاؤل — أن نلتقي في لوسيل.فإن انتصر أخضرنا، فله الفرح،وإن غادر، فله الوفاء.لوسيل؟وما أجمل بعض الذكريات... حين يكفي اسمها. خاتمة:«إنَّ الفراق... جزى الفراق»— بدر بن عبدالمحسن رحمه الله