انعقد مؤتمر «الارتقاء بالتميز في إعادة إعمار سوريا» خلال الفترة من 29 إلى 30 نوفمبر 2025 بسوريا، بمشاركة واسعة من الجهات الرسمية والخاصة، حيث حضرت جمعية الخبراء والمحكمين التوعوية الثقافية القطرية ممثلة بعضو مجلس الإدارة وأمين السر المهندس خالد بن أحمد النصر. في كلمته الافتتاحية، استعرض المهندس خالد النصر التجربة القطرية في إدارة وتنفيذ المشاريع الكبرى، خاصة مشاريع البنية التحتية والمباني الحكومية مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والوزارات وغيرها من المباني الحكومية. وأكد أهمية الاستفادة من الدروس المستخلصة من هذه التجارب، مشددًا على ضرورة تعزيز الإيجابيات وتجنب السلبيات ومعالجتها وفق أفضل المعايير العالمية، بما يضمن نجاح مشاريع إعادة الإعمار في سوريا وتفادي المشكلات الإدارية والفنية. المؤتمر حظي بحضور رفيع المستوى شمل عددًا من الوزراء، ورئيس جهاز الاستثمار السوري، وكبار المسؤولين والمهندسين ومديري المشاريع، حيث فاق حجم المشاركة التوقعات، ما يعكس الاهتمام الكبير بملف إعادة الإعمار وحرص مختلف الأطراف على تبادل الخبرات وتطوير آليات العمل. بهذه المشاركة، أكدت جمعية الخبراء والمحكمين التوعوية الثقافية القطرية دورها الفاعل في دعم القضايا العربية، وتعزيز التعاون المهني والثقافي بين المؤسسات، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا. ناقش المشاركون أهمية وضع خطط شاملة تربط بين المستويات المحلية والوطنية والإقليمية، لضمان انسجام مشاريع الإعمار مع احتياجات المجتمع والبنية التحتية القائمة، بما يعزز الكفاءة والاستدامة. ومن نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص وشفافية التعاقدات تم التركيز على دور الشراكات في تسريع عملية الإعمار، مع ضرورة اعتماد عمليات مناقصات شفافة تضمن المنافسة العادلة وتحقق أفضل قيمة للمشاريع. وعن إدارة وتجنب النزاعات في المشاريع الهندسية تناولت الجلسات آليات فض النزاعات وتجنبها عبر التعاقدات الواضحة، والحوكمة الفعالة، بما يساهم في تسريع الإنجاز وتقليل التكاليف. وحول إدارة التكاليف وحصر الكميات تم استعراض أفضل الممارسات في ضبط التكاليف وتطبيقات حصر الكميات لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق الكفاءة المالية في مشاريع الإعمار. - محاور اليوم الثاني تعزيز البيئة التنظيمية ومنظومة الاستثمار حيث ناقش الخبراء أهمية تطوير التشريعات واللوائح لتشجيع الاستثمار المحلي والدولي، وخلق بيئة آمنة ومستقرة للمستثمرين، وواقع وتحديات إدارة المشاريع وحوكمة مكاتب إدارة المشاريع (PMO)، وتم تسليط الضوء على التحديات التي تواجه السوق السورية في مجال إدارة المشاريع، والحاجة إلى تعزيز الحوكمة والرقابة لضمان جودة التنفيذ، وإنشاء أنظمة بيئية عقارية في سوريا ناقش المشاركون أهمية تطوير منظومة عقارية متكاملة تدعم النمو الاقتصادي وتوفر بيئة مناسبة للاستثمار العقاري طويل الأمد. وحول استراتيجيات إدارة العقود والمطالبات الإنشائية تم التركيز على أهمية إدارة العقود بفعالية، ووضع استراتيجيات واضحة لمعالجة المطالبات الإنشائية في المشاريع الكبرى، وعن البعد الاستراتيجي لمشاركة جمعية الخبراء في هذا المؤتمر تعكس التزام قطر بدعم القضايا العربية، ونقل خبراتها في مجال البنية التحتية والإدارة الحديثة إلى الساحة السورية. كما تؤكد على أهمية التعاون الإقليمي في بناء أنظمة إدارية وهندسية متطورة، تضمن استدامة مشاريع الإعمار وتحقق التنمية الشاملة.