سباقات بحرية وأمسيات ثقافية بمهرجان المحامل

- التراث البحري والفن الأصيل يلتقيان في كتارا - المحامل التقليدية يفتح دفاتر البحر ويروي حكايات التراث للأجيال قام سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي وسعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا بزيارة مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته الخامسة عشرة، المقام على الواجهة الجنوبية لشاطئ كتارا، حيث اطّلعا على أجنحة المهرجان وفعالياته المتنوعة، وما يقدّمه من برامج تراثية وثقافية تسهم في إبراز الموروث البحري وتعزيز الهوية الوطنية. من جهة أخرى، تتواصل على الواجهة الجنوبية لشاطئ كتارا فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية في نسخته الخامسة عشرة، في مشهد احتفالي يستحضر عبق البحر وعمق التراث البحري الأصيل، جامعًا بين المنافسات البحرية، والعروض الفنية الشعبية، والأنشطة التراثية، إلى جانب الفعاليات الثقافية المصاحبة لبطولة كأس العرب 2025، بما يعكس ثراء المشهدين الثقافي والرياضي في الدولة. ويستمر المهرجان حتى 18 ديسمبر الجاري، مقدّمًا تجربة ثقافية وسياحية متكاملة تمزج بين التراث البحري، والتنافس الرياضي، والفنون الشعبية، مستقطبًا العائلات والزوار من داخل قطر وخارجها. - منافسات قوية في التجديف وكان المهرجان قد شهد مؤخرا منافسات قوية ضمن بطولة قطر للتجديف التقليدي 2025 – الموسم الثاني، حيث تُوّج فريق الخور بالمركز الأول في فئة الشباب، بعد أداء لافت عكس روح التحدي والمهارة العالية، فيما حقق فريق صور المركز الأول في فئة الهوري، في سباق حماسي جسّد الخبرة والانسجام بين أفراد الفريق، وتأتي هذه البطولة تأكيدًا على حرص كتارا على إحياء الرياضات البحرية التقليدية، وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بالموروث البحري الأصيل. وعلى صعيد الفعاليات المصاحبة، تتزيّن ساحة المهرجان بعروض يومية تقدّمها فرق شعبية من قطر ودول الخليج، مانحة الزوّار تجربة تراثية متكاملة تجمع بين الموسيقى والرقصات البحرية والأهازيج التي رافقت أهل البحر عبر العقود. - عروض فنية حيّة ويواصل المهرجان تقديم عروض فنية حيّة تعبّر عن عمق العلاقة التاريخية بين الإنسان والمحمل والبحر، لتتحوّل الفعاليات إلى احتفالية بالذاكرة البحرية، لا تقتصر على عرض السفن التقليدية فحسب، بل تمتد إلى الفنون الشعبية التي شكّلت وجدان المجتمعات الساحلية. ومن أبرز المشاركات التي لاقت تفاعلًا واسعًا من الجمهور، عروض فرقة المسار العُمانية، التي تحضر إلى مهرجان كتارا بإرث فني عريق وخبرة تمتد لسنوات طويلة. وفي هذا السياق، عبّر خميس رجب، نائب رئيس فرقة المسار، عن اعتزازه بالمشاركة قائلًا: «مشاركتنا في مهرجان كتارا ليست جديدة، فهذه هي المرة الثامنة التي نشارك فيها، ونحن فخورون بتمثيل سلطنة عُمان في هذا الحدث التراثي المهم، وبحفاوة الاستقبال والتفاعل الكبير من الجمهور». وأوضح أن الفرقة تقدّم مجموعة من الفنون التقليدية العُمانية، من بينها فن الشوباني، وفن المديمة، وفن الزلفة، إلى جانب لوحات فنية تعبّر عن تراث ولايات مختلفة في سلطنة عُمان. - فعاليات ثقافية وفي إطار الفعاليات الثقافية المصاحبة للمهرجان، ينظم المهرجان في الساعة السابعة من مساء الثلاثاء (16 ديسمبر) ندوة بعنوان «فرسان التاريخ والإنسان»، حيث يشارك في الندوة الباحث في التراث البحري عثمان بن محمد الحمق، فيما يديرها محمد الشهواني، حيث تتناول العلاقة بين الإنسان والتاريخ، ودور التراث البحري في تشكيل الهوية الثقافية والذاكرة المجتمعية، كما ينظم المهرجان بين الساعة الخامسة والسابعة مساء من نفس اليوم، فعالية «حكايات للأطفال»، وذلك ضمن إطار الاهتمام بالأجيال الناشئة، حيث تتضمن الفعالية قراءة قصصية موجّهة للأطفال يقدّمها الراوي الصغير سعيد عبدالله طناف (10 سنوات)، ويأخذ الصغار في رحلة ممتعة عبر مجموعة من القصص المشوّقة، من بينها «حارس البئر» و«الصياد الضائع»، بأسلوب تفاعلي يعزّز خيال الأطفال ويغرس فيهم حب القراءة والسرد، كما تشمل الفعالية فقرة لتوزيع القصص على الأطفال، في أجواء عائلية دافئة تهدف إلى تشجيع الناشئة على القراءة وتنمية مهارات الحكي والإبداع لديهم. وضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لبطولة كأس العرب 2025، تقيم كتارا جلسة حوارية بعنوان «طبيعة قطر.. كما عرفها الآباء والأجداد»، وذلك في بين الساعة السابعة والتاسعة مساء الثلاثاء في ساحة المدرج بجانب مكتبة كتارا – مبنى 39.، ويشارك في الجلسة الباحث في التراث الشيخ حسن بن عبد الرحمن بن حسن العبدالله آل ثاني، ويديرها الدكتورة نبراس إبراهيم، حيث تسلط الجلسة الضوء على ملامح البيئة الطبيعية في قطر قديمًا، وكيف تعامل معها الآباء والأجداد في مختلف جوانب حياتهم. وفي سياق متصل، نظّم مركز كتارا لآلة العود أمسية فنية طربية مميزة على المسرح الخارجي – كورنيش كتارا، أحياها المطرب السوري محمد بركات وذلك وسط حضور جماهيري لافت وتفاعل كبير من عشّاق الموسيقى العربية الأصيل، حيث قدّم بركات باقة مختارة من روائع الغناء العربي الكلاسيكي، تنوّعت بين الطرب الأصيل والموشحات والأغنيات التي تحتفي بالهوية الموسيقية العربية، بأداء دافئ وحضور مسرحي لافت أضفى على الأمسية أجواء وجدانية راقية.