وصلت النسخة الحادية عشرة من بطولة كاس العرب قطر 2025، الى محطته الختامية بعد اكثر من اسبوعين من الحماس الجماهيري والتشويق الكروي والاحداث المثيرة التي شكلت المشهد العام لايقونة البطولات الكروية في الوطن العربي، وذلك مع تاهل منتخبي المغرب والأردن الى المباراة النهائية التي ستقام بعد غد الخميس على استاد لوسيل المونديالي. وعاشت الجماهير في جناحي المنطقة العربية شرقا وغربا لحظات من الحماس الكروي عكس الشغف المتزايد بلعبة كرة القدم، كما اكد مجددا القدرات التنظيمية الهائلة التي تحظى بها دولة قطر والتي وضعت البطولة في مكانة مرموقة بخريطة الكرة العالمية خاصة وان هذه النسخة هي الثانية بعد 2021 التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا.النجاح الجماهيري لهذه النسخة التاريخية من بطولة كأس العرب تضاعف بشكل كبير، خاصة في ظل الارقام القياسية التي شهدتها مدرجات الاستادات الستة التي استضافت الحدث منذ بداية شهر ديسمبر الجاري مستفيدة من الإرث التنظيمي واللوجيستي لبطولة كأس العالم قطر 2022 الى جانب البنية التحتية المتميزة والمرافق الرياضية في شتى انحاء البلاد. - تخطيط ونظرة استباقية حرصت اللجنة المنظمة المحلة لبطولة كاس العرب قطر 2025 بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم ان ترفع المعايير التنظيمية للبطولة الى اعلى درجاتها ما يؤكد اهمية التخطيط اللوجستي المحكم والاستباقي، حيث نجح المنظمون في تامين جاهزية كافة المرافق والبنية التحتية، بما في ذلك أنظمة النقل والإقامة، قبل فترة كافية من انطلاق الحدث الرياضي الكبير في بداية ديسمبر الجاري، وهو ما اسهم في تقديم تجربة سلسة ومريحة للآلاف من الزوار والوفود الرسمية للمنتخبات المشاركة في البطولة.واستفادت البطولة بشكل مباشر من الارث الذي تركه مونديال 2022، وخاصة على مستوى الخبرات التشغيلية المتراكمة حيث استلهمت اللجنة المنظمة المحلية لكأس العرب 2025 من الدروس المستفادة والخبرات التي اكتسبتها الفرق الفنية والتشغيلية القطرية خلال تنظيم المونديال، حيث نجحت هذه الكوادر الادارية والخبرات القطرية في إدارة الجوانب اللوجستية، والأمنية، والتنظيمية للبطولة بكفاءة عالية تتجاوز المعايير العالمية في البطولات الكبرى. - الاشادات تتواصل لم تخف الوفود الرسمية للمنتخبات المشاركة بالبطولة العربية اعجابها واشادتها بالاستضافة القطرية، حيث حظيت بترحيب حار وتسهيلات لوجستية وتنظيمية ممتازة، عكست كرم الضيافة القطري الأصيل والخبرة الكبيرة في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية. وحرصت اللجنة المحلية المنظمة على توفير العديد من خيارات الإقامة للوفود في فنادق فاخرة، مع برامج ضيافة عالمية تضمنت خدمات طعام على مستوى عالٍ الى جانب النقل السلس مستفيدة من شبكة المواصلات الحديثة، بما في ذلك مترو الدوحة، لضمان تنقل الوفود واللاعبين بين أماكن الإقامة وملاعب التدريب والمباريات بسلاسة ويسر. ووفرت البنية التحتية والمرافق الرياضية في قطر بيئة مثالية للرياضيين، خاصة مع وجود فرق فنية وتشغيلية ذات خبرة عالية اسهمت في ضمان استمرارية الخدمات الحيوية في جميع المرافق الخاصة بالبطولة. لعب الزخم الإعلامي دوراً فعالا في إنجاح النسخة الحادية عشرة من البطولة العربية حيث ساهم في زيادة الوعي بالبطولة وإثارة الحماس بين الجماهير في جميع أنحاء العالم العربي من خلال تغطية شاملة ومكثفة واسعة النطاق من قبل أكثر من 1150 ممثلاً لوسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، بما في ذلك العديد من القنوات التلفزيونية والصحف والمنصات الرقمية الدولية. كما اسهم البث الحي والمباشر عبر قنوات الكاس الرياضية و beIN SPORTS في ضمان وصول المباريات إلى مئات الملايين من المشاهدين في مختلف الدول العربية وشتى انحاء العالم. وحرصت اللجنة المحلية المنظمة على توفير مركز إعلامي متطور ومجهز بأحدث التقنيات وخدمات الدعم الفني بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، مما أتاح للإعلاميين العمل في أفضل الظروف ونقل الأحداث والفعاليات المصاحبة بسلاسة وفعالية. كما كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في انتشار أخبار البطولة ونتائجها والتفاعل مع الجماهير، مما زاد من التغطية الإعلامية وحجم المشاركة الجماهيرية، واسهم ايضا في تحويل البطولة إلى حدث رياضي تاريخي غير مسبوق. - أنشطة ترفيهية وثقافية على مدار اكثر من اسبوعين شهدت مختلف انحاء دولة قطر مجموعة واسعة من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والثقافية التي حوّلت الدوحة إلى كرنفال عربي كبير، مما أثرى تجربة الجماهير خارج الملاعب. وأصبحت العديد من مناطق المشجعين تنبض حيوية ونشاطا بتواجد الجماهير العربية من مختلف الجنسيات في مواقع رئيسية مثل سوق واقف ودرب لوسيل والحي الثقافي كتارا، وميناء الدوحة القديم، ومشيرب قلب الدوحة، وجزر اللؤلؤة وجيوان، بالاضافة الى العروض الفنية والثقافية والفنون التراثية التي عكست التنوع الثقافي الغني للوطن العربي. وشملت تجربة المشجعين بث مباريات البطولة العربية على شاشات عملاقة في مناطق الفان زون، مما أتاح للجماهير متابعة المباريات في أجواء احتفالية وحماسية. - تعزيز الشغف الجماهيري خرجت النسخة الحادية عشرة من بطولة كاس العرب عن المألوف بعدما اصبحت بطولة المفاجآت المدوية بامتياز، بعدما اطاحت باكبر المنتخبات التي كانت مرشحة للتتويج باللقب العربي قبيل انطلاق هذا الحدث، على غرار خروج رباعي القمة في النسخة الماضية وهي منتخبات الجزائر حامل اللقب منذ الدور ربع النهائي الى جانب منتخبات تونس الوصيف والعنابي الثالث ومصر الرابع منذ الدور الاول. هذه المفاجآت الكبيرة عززت من الشغف الجماهيري للمباريات المتبقية بالبطولة واسهمت في خلق حالة من الترقب للمباريات الاخيرة في البطولة بعيدا عن التكهنات المسبقة التي اطيح بها في الطريق الى نهائي لوسيل. - مسك الختام مما لا شك فيه ان المشهد الختامي لبطولة كأس العرب في استاد لوسيل الايقوني بعد غد الخميس سيكون الحلقة الذهبية التي ستكمل سلسلة النجاحات التنظيمية الكبيرة لهذا الحدث التاريخي الباهر، تتويجا لنسخة استثنائية من البطولة. ونظراً للنجاح الجماهيري الكبير للبطولة التي تجاوز حضورها حاجز المليون ومائة الف مشجع الى غاية نصف النهائي من المتوقع أن تكون مدرجات استاد لوسيل ممتلئة بالكامل في المباراة النهائية، مما سيساهم في خلق أجواء حماسية وصاخبة تعكس الشغف العربي بكرة القدم، على أن يكون حفل ختام البطولة محطة جديدة تحتفي من خلالها قطر بالهوية العربية الجامعة وتستعرض التراث الغني للمنطقة، باستخدام أحدث التقنيات البصرية والصوتية.