أعلنت القيادة الجنوبية الأمريكية، مساء (الإثنين)، تنفيذ ضربات جوية جديدة على ثلاث سفن في المياه الدولية بالمحيط الهادئ الشرقي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص يُشتبه في تورطهم في تهريب المخدرات. انفجارات هائلة في المحيط الهادئونشرت القيادة الجنوبية مقطع فيديو بالأبيض والأسود على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر السفن وهي تتحرك في المياه قبل أن تبتلعها انفجارات هائلة.وأكدت في بيانها على منصة X: «أكدت المعلومات الاستخباراتية أن السفن كانت تسير على طرق تهريب مخدرات معروفة في المحيط الهادئ الشرقي وتشارك في أنشطة تهريب المخدرات». حملة ترمب العسكرية ضد تهريب المخدراتوتأتي هذه الضربات في إطار حملة عسكرية تصعيدية أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترمب ضد تهريب المخدرات، حيث نفذت القوات الأمريكية أكثر من 25 ضربة على سفن مشتبهة في المحيط الهادئ والكاريبي منذ سبتمبر الماضي، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 95 شخصاً يُوصفون بـ«إرهابيي المخدرات». تصنيف الفنتانيل كسلاح دمار شاملووقع هذا التطور في اليوم نفسه الذي وقع فيه الرئيس ترمب أمراً تنفيذياً تاريخياً يصنف مادة الفنتانيل غير المشروعة كـ«سلاح دمار شامل»، معتبراً إياها تهديداً أمنياً قومياً يشبه الأسلحة الكيميائية.ويمنح هذا التصنيف الجديد وزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات صلاحيات إضافية لمكافحة التهريب، ويبرر استخدام القوة العسكرية ضد الشبكات الإجرامية.ويُمثل استخدام الجيش الأمريكي للقوة الفتاكة ضد سفن مدنية مشتبهة انحرافاً حاداً عن السياسات التاريخية، التي كانت تعتمد عادة على عمليات الاعتقال والمصادرة من قبل خفر السواحل.انتقادات واسعةوأثار ذلك انتقادات واسعة من خبراء قانونيين، الذين يرون في هذه الضربات «قتلاً خارج نطاق القضاء» غير قانوني، خصوصا مع عدم نشر أدلة عامة تثبت حمل السفن للمخدرات أو ضرورة تدميرها بدلاً من إيقافها. إدارة ترمب تُدافع عن عملياتهامن جانبها، دافعت إدارة ترمب عن شرعية العمليات، حيث قالت المتحدثة باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون في وقت سابق هذا الشهر: «عملياتنا في منطقة القيادة الجنوبية قانونية بموجب القانون الأمريكي والدولي، وتتوافق مع قوانين النزاع المسلح».وأعرب خبراء في مكافحة المخدرات عن شكوكهم في فعالية هذه الضربات في الحد من تدفق الفنتانيل، الذي يدخل الولايات المتحدة أساساً عبر الحدود البرية مع المكسيك، مشيرين إلى أن قتل «الوسطاء» لا يؤثر بشكل كبير على الشبكات الإجرامية الكبرى.