لم يعد التحول الرقمي في التعليم خياراً مؤجلاً، بل أصبح استجابة حتمية لعصر تتسارع فيه المعرفة، وتتغير فيه أدوات التعليم، وتتقلص فيه المسافات بين المعلومة ومتلقيها، ولكن الأهم من ذلك هو مدى وعينا بما بعده، فالتحول الرقمي في التعليم ليس مجرد انتقال من الورق إلى الشاشة، ولا تحديثاً في الوسائل، هو إعادة صياغة صامتة للعلاقة بين الإنسان والمعرفة، وبين الطالب والعالم حوله، نحن نحتفي اليوم بسرعة الوصول وكثافة المحتوى، وذكاء المنصات، لكننا نؤجل السؤال الأخطر: ماذا يحدث للطالب حين تتراجع العلاقة الإنسانية لصالح الخوارزمية؟ إن التفكير فيما بعد التحول الرقمي ضرورة إنسانية ووطنية، لأنه سيشكل تراجعاً كبيراً في القيم والخبرات التربوية، ما قد يغير في بنية الوعي لدى الطالب، فالتطرف كما ينمو في الفراغ المعرفي، ينمو أيضاً في الفراغ التربوي.