فعل مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء خطة فنية استباقية شاملة، تهدف إلى تحصين الغطاء النباتي في واحة الأحساء - أكبر واحة نخيل في العالم - ضد المخاطر المحتملة للتقلبات المناخية الشتوية، داعياً آلاف المزارعين والمهتمين إلى التطبيق الفوري لحزمة من التدابير الوقائية لضمان سلامة الأشجار المثمرة والنباتات من موجات الصقيع والبرد القارس.
وأوضح الدكتور عطية الثقفي، مدير مكتب الوزارة بالأحساء، أن هذه التحركات تأتي استجابة للمتغيرات الجوية وانخفاض درجات الحرارة الذي قد يهدد السلامة الفيزيولوجية للأشجار، مؤكداً أن الالتزام بالبروتوكولات المعتمدة يشكل خط الدفاع الأول لحماية المحاصيل الحساسة والأشجار الصغيرة من التلف الدائم.
جدولة عمليات الري
ركزت الخطة بشكل أساسي على إدارة ملف «المياه» بحذر شديد، حيث شدد الثقفي على ضرورة جدولة عمليات الري بدقة متناهية لتتوافق مع الحاجة الفعلية للنبات دون إغراق، مما يحمي الجذور من التعفن الناتج عن برودة التربة وتشبعها بالمياه لفترات طويلة.
وفي سياق التعامل مع هطول الأمطار، وجهت الوزارة بتنفيذ إجراء فني دقيق يتمثل في «الري الخفيف» فور توقف المطر، وهي خطوة حيوية تهدف لغسل الأملاح المتراكمة ومنع تركزها في منطقة الجذور، خاصة في المزارع التي تعاني تربتها من معدلات ملوحة مرتفعة.
فحص شامل
تضمنت التوجيهات ضرورة إجراء فحص شامل وعاجل لشبكات الصرف الزراعي في عموم مزارع المحافظة، للتأكد من كفاءتها في تصريف المياه الزائدة ومنع ظاهرة «تغدق التربة» التي تؤدي لاختناق الجذور وتفشي الأمراض الفطرية القاتلة في الأجواء الباردة.
ودعا الثقفي المزارعين إلى استغلال فترة السكون الشتوي لإجراء عمليات التقليم الفني لإزالة الأفرع الجافة والمصابة، مما يحسن من تهوية الأشجار ونفاذية الضوء إليها، بالتزامن مع استخدام التسميد العضوي لرفع درجة حرارة التربة وتحسين خصوبتها بشكل طبيعي.
المهاد الزراعي
حذرت الوزارة بشدة من استخدام التسميد الكيماوي المكثف خلال فترات الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، موصية في المقابل باستخدام «المهاد الزراعي» وتقنيات التغطية لحماية جذوع الأشجار الفتية ونباتات الزينة من لسعات البرد والرياح الجافة.
وجددت الوزارة التزامها بتقديم الدعم الاستشاري المستمر عبر قنواتها الرقمية والميدانية، مؤكدة أن تطبيق هذه المعايير ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو ضرورة استراتيجية للحفاظ على المكتسبات الزراعية للمحافظة وضمان موسم إنتاجي وفير وآمن.