في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى ترسيخ قيم المواطنة العالمية، وتعزيز صورتها الإنسانية في الخارج ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، تأتي قصة الشاب أحمد ناصر العنزي وأصدقاءه حمود العنزي ومبارك العنزي لتجسد هذه القيم بأبهى صورها، وتقدم نموذجًا مشرفًا لشباب الوطن حين يُختبرون في مواقف لا تقبل التردد.**media[2631888]**من قلب السيول التي اجتاحت محافظة الشملي بمنطقة حائل، برز أحمد، برفقة ثلاثة شبان سعوديين، بموقف بطولي أنقذ فيه مهندسين صينيين من موت محقق. لم يكن المشهد مرتبًا ولا محسوبًا، ولم يكن هناك وقت للتفكير في العواقب، بل تحرّك بدافع إنساني صرف. وسرعان ما تحولت قصته إلى مادة تداولها الإعلام العالمي، ليس لأنها حادثة استثنائية فحسب، بل لأنها أعادت التذكير بصورة الإنسان السعودي حين يتقدم لإنقاذ الآخر دون حساب.**media[2631887]**وجاءت هذه الرحلة في سياق أوسع من مبادرات التقدير التي أبدتها جهات وشركات صينية متعددة تجاه الموقف الإنساني الذي قام به أحمد وزملاؤه، بعد أن لاقت قصتهم صدىً واسعًا في الصين. وفي هذا الإطار، حرصت شركة كيتا على أن يكون دورها بسيطًا وواضحًا: رد الجميل باستضافة أحمد، أحد الأبطال الثلاثة، في رحلة شخصية وترفيهية خفيفة، تتيح له التعرف على الصين عن قرب والاستمتاع بتجربة مختلفة، وبروح إنسانية خالصة تعكس الامتنان لموقف لا يُنسى.**media[2631886]**ولعل في هذه المبادرة ما يعكس طبيعة انطلاقة كيتا نفسها داخل المملكة، حين بدأت خدماتها من مدينة الخرج، بعيدًا عن الأضواء والمدن المركزية الكبرى. بداية من الداخل، ومن المجتمع، بفلسفة تؤمن بأن الأثر الحقيقي لا يحتاج ضجيجًا بقدر ما يحتاج التزامًا بالقيمة. وربما لهذا بدت مبادرة تكريم أحمد امتدادًا طبيعيًا لهذه الروح، لا حدثًا منفصلًا عنها.**media[2631889]**وخلال وجودنا في الصين، وحين علم سفير خادم الحرمين الشريفين في بكين عبدالرحمن الحربي بقصة البطل أحمد ناصر العنزي أحد الأبطال الثلاثة، وبوجوده في الصين، بادر بدعوته، برفقتي، إلى زيارة مقر السفارة السعودية في العاصمة. وهناك، استقبلنا وكرّم أحمد رسميًا تقديرًا لموقفه الإنساني البطولي، في لفتة عكست حرص السفارة على الاحتفاء بالنماذج المشرفة من أبناء الوطن، ومؤكدة أن مثل هذه المواقف تستحق التقدير أينما كان أصحابها.ما قام به أحمد، كما كان يكرر، لم يكن بدافع البحث عن الأضواء أو التكريم، بل كان نابعًا من قناعة راسخة بأن العمل الإنساني جزء أصيل من الهوية السعودية. يقول ببساطة: «اللي سويناه واجب إنساني. هذا ما تربّينا عليه». ومع كل محطة في الرحلة، كانت تتكرر مشاعر الإعجاب من مواطنين صينيين تابعوا القصة أو سمعوا تفاصيلها، ليؤكدوا أن مثل هذه المواقف تُفهم بلغتها الإنسانية قبل أي لغة أخرى.لقد كانت الرحلة أكثر من مجرد تكريم، بل مثالًا حيًا على الدبلوماسية الثقافية التي توحد القلوب قبل السياسات، وتعزز العلاقات بين الشعوب خارج إطار البروتوكولات الرسمية. وبينما تركت التكنولوجيا الصينية انطباعًا مبهرًا لدى أحمد، فإن الأثر الذي تركه هو في نفوس من التقوه كان أعمق وأبقى.كيتا، من خلال هذه المبادرة، قدمت نموذجًا لدور الشركات حين يتجاوز الخدمة إلى المسؤولية المجتمعية، وحين يكون التكريم فعل تقدير لا استعراض. لقد تحولت رحلة أحمد إلى جسر إنساني يربط بين ثقافتين، ويحوّل موقفًا بطوليًا إلى رسالة صامتة تنقل معناها دون كلمات.من حائل إلى بكين، ومن موقف إنساني عابر إلى رسالة عالمية، تذكّرنا قصة أحمد بأن صورة الوطن لا تُصنع فقط في المؤتمرات والمنصات، بل في لحظة شجاعة يتقدم فيها إنسان لإنقاذ إنسان، وحين يحدث ذلك، فإن العالم كله يرى السعودية كما نعرفها نحن ونعيشها، في ظل قيادة رشيدة مُلهمة برؤيتها وطموحاتها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وملهمنا وعراب رؤيتنا ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله.