كشف تقرير بحثي جديد عن أن قوات الدعم السريع السودانية دمرت وأخفت أدلة على عمليات قتل جماعي واسعة النطاق، ارتُكبت عقب سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، في سياق الحرب المستمرة في البلاد.
وأفاد مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، الذي يعتمد على صور الأقمار الاصطناعية لرصد الفظائع منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أن الأخيرة دمرت وأخفت أدلة على عمليات قتل جماعي واسعة النطاق في المدينة.
وأوضح المختبر أنه حدد، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في أكتوبر، نحو 150 أثرًا تتطابق مع رفات بشرية، مشيرًا إلى أن عشرات منها تتوافق مع تقارير عن عمليات إعدام خارج إطار القضاء، فيما تتطابق آثار أخرى مع تقارير تفيد بقتل مدنيين في أثناء محاولتهم الفرار.
بحسب التقرير، فقد اختفى خلال أقل من شهر ما يقارب 60 أثرًا من تلك المواقع، في وقت رُصدت فيه 8 مناطق حفر جديدة قرب مواقع القتل الجماعي، لا تتوافق مع ممارسات الدفن المدنية، ما يعزز فرضية التخلص المنهجي من الجثث.
وخلص التقرير إلى أن عمليات القتل الجماعي والتخلص من الجثث حدثت على نطاق واسع وممنهج، مقدرًا عدد القتلى في مدينة الفاشر بعشرات الآلاف.
طالبت منظمات إغاثة والأمم المتحدة مرارًا بالسماح بالوصول الآمن إلى مدينة الفاشر حيث لا تزال الاتصالات مقطوعة، ويُقدر عدد الناجين المحاصرين داخلها بعشرات الآلاف، في حين يُعتقد أن كثيرين منهم محتجزون لدى قوات الدعم السريع.
وكانت الأمم المتحدة قد وصفت النزاع في السودان بأنه “حرب فظائع”، في ظل تعدد التقارير عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد القتلى منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، لكن تقديرات تشير إلى أن العدد تجاوز 150 ألف قتيل، إلى جانب نزوح ملايين الأشخاص ووقوع السودان في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
ورغم تعثر جهود إنهاء الحرب، تجددت الآمال الشهر الماضي بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى فيها استعداده للمساعدة في إنهاء النزاع.
غير أن الأمم المتحدة أكدت أن التحركات الدبلوماسية لا تزال بطيئة، مع العمل على جمع طرفي النزاع في محادثات على المستوى الفني.