صادق البرلمان الألماني "البوندستاغ" على توسيع صفقة شراء منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "حيتس 3"، بتكلفة إضافية تُقدَّر بنحو 3.1 مليارات دولار، لترتفع القيمة الإجمالية للصفقة إلى أكثر من 6.7 مليارات دولار، ما يجعلها أكبر صفقة تصدير أمني في تاريخ "إسرائيل". وأفادت وزارة جيش الاحتلال، في بيان صدر أمس الأربعاء، بأن التوسعة الجديدة تستكمل صفقة بيع المنظومة لألمانيا، والتي جرى توقيعها قبل قرابة عامين بقيمة بلغت 3.6 مليارات دولار. وبيّنت الوزارة أن الاتفاق المُوسَّع يتضمن زيادة كبيرة في وتيرة إنتاج صواريخ الاعتراض وقاذفات منظومة "حيتس 3"، على أن يتم تسليمها للجيش الألماني، بما يعزز قدراته في مجال الدفاع الجوي بعيد المدى. وأضافت أن القيمة الإجمالية للصفقتين تتجاوز 6.7 مليارات دولار، أي أكثر من 20 مليار شيكل، لتصبح بذلك صفقة السلاح الأكبر في تاريخ "إسرائيل". وطُوّرت منظومة "حيتس 3" بشكل مشترك بين مديرية البحث والتطوير في وزارة الجيش الإسرائيلي، ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية (MDA)، والصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، التي تُعد الجهة الرئيسية المسؤولة عن تطوير وإنتاج المنظومة. وأشارت وزارة جيش الاحتلال إلى أن توقيع اتفاق توسيع الصفقة من المقرر أن يتم اليوم الخميس في ألمانيا، بمشاركة مسؤولين من وزارتي الأمن في "إسرائيل" وألمانيا، إلى جانب ممثلين عن الصناعات الجوية الإسرائيلية. وفي هذا الإطار، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن مصادقة "البوندستاغ" على توسيع صفقة "حيتس 3" تعكس "الثقة العميقة التي تمنحها ألمانيا لإسرائيل، سواء من حيث قدراتها التكنولوجية أو الالتزام المشترك بحماية المدنيين في مواجهة تهديدات متزايدة". وأضاف كاتس أن الصفقة تمثل "شراكة استراتيجية من الدرجة الأولى، قائمة على رؤية أمنية بعيدة المدى"، مشيراً إلى أن عائداتها "ستُسهم في تعزيز بناء القوة العسكرية وضمان التفوق النوعي لإسرائيل في السنوات المقبلة". من جانبه، اعتبر المدير العام لوزارة الجيش، اللواء (احتياط) أمير برعام، أن توسيع صفقة "حيتس" يشكل "محطة إضافية ومركزية في مسار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين إسرائيل وألمانيا، الشريك الأساسي لإسرائيل في أوروبا". وأوضح برعام أن الصفقة"تجسّد عملياً استراتيجية وزارة الأمن الهادفة إلى توسيع الصادرات العسكرية"، مؤكداً أنها "ستعزز مكانة إسرائيل على الساحة الدولية، وتُسرّع في الوقت ذاته إنتاج منظومة حيتس أيضاً لصالح جيش الاحتلال". وجاءت صفقة "حيتس 3" ضمن حزمة إنفاق جديدة صادق عليها البرلمان الألماني في وقت سابق اليوم، بقيمة تقارب 59 مليار دولار، لتجهيز القوات المسلحة الألمانية، في إطار تسريع رفع الإنفاق الدفاعي لمواجهة ما تصفه برلين بالتهديد الروسي، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الألمانية. وبموجب هذه الحزمة، التي أقرتها لجنة الدفاع في مجلس النواب، يُتوقّع أن ترتفع مشاريع شراء الأسلحة للجيش الألماني بحلول عام 2025 إلى نحو 83 مليار يورو، وهو مستوى قياسي، بحسب الوزارة التي وصفت ذلك بأنه "رسالة قوية" لحلف شمال الأطلسي وشركائه. وأضافت الوزارة أن "ألمانيا تمضي قدماً في الوفاء بالتزاماتها داخل الحلف بشكل موثوق، وتتحمل مسؤوليتها عن الأمن والسلام في أوروبا"، مشيرة إلى أن ميزانية تسليح الجيش الألماني بلغت مستوى قياسياً جديداً للسنة الثالثة على التوالي. بدوره، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، عقب اجتماع لجنة الدفاع، إن الاستثمار في الجيش يهدف إلى "تحقيق الأمن الفعلي للبلاد، والاستعادة الكاملة لقدراتها الرادعة والدفاعية". .