مليارات تشيلسي «المعلقة».. بين لندن وموسكو

رومان أبراموفيتش، الملياردير الروسي ومالك نادي تشيلسي السابق، يجد نفسه مجدداً في قلب قضية تجمع بين الرياضة والسياسة والالتزامات الإنسانية. بعد 3 أعوام من بيع النادي اللندني مقابل 2.5 مليار جنيه إسترليني، لا تزال الأموال مجمدة في بنك بريطاني، بينما يطالب رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر بتحويلها لدعم ضحايا الحرب في أوكرانيا، مع تحذير بإمكانية اللجوء إلى القضاء في حال عدم التنفيذ. الصفقة، التي تمت في مايو 2022، أنهت حقبة طويلة من ملكية أبراموفيتش لنادي تشيلسي، شهدت خلالها البطولات المحلية والأوروبية وارتفاع قيمة النادي إلى مستويات قياسية. إلا أن خلف الكواليس، تعقدت الأمور بسبب خلاف حول كيفية استخدام الأموال. الحكومة البريطانية ترى أنها يجب أن تذهب حصرياً لأغراض إنسانية داخل أوكرانيا، بينما يرى أبراموفيتش أنها ينبغي أن تشمل جميع ضحايا الحرب، وهو ما يشمل تفسيراً أوسع للاستخدام، بما في ذلك المتضررين الروس، ما أدى إلى تأجيل تحويل المبلغ رغم صدور ترخيص رسمي يسمح بذلك. الأزمة المالية لم تبقَ محصورة بين أبراموفيتش والحكومة فقط. المراقبون يشيرون إلى أن التأخير في صرف الأموال منع وصول مساعدات عاجلة لمن يحتاجها، في حين يرى مستشارون قانونيون أن أي إجراءات قضائية قد تخلق سابقة جديدة في كيفية التعامل مع الأصول المجمدة لأشخاص خاضعين للعقوبات، ما يجعل القضية محل متابعة دولية دقيقة. بالنسبة لعشاق كرة القدم، تظل صفقة بيع تشيلسي من أبرز الصفقات في العقد الأخير، ليس فقط لقيمتها المالية، بل لما تمثله من انعكاس العلاقة المعقدة بين الرياضة والالتزامات الاجتماعية والسياسية للمالكين. إدارة النادي الجديدة تواصل العمل على استقرار الفريق والمنافسة في البطولات المحلية والأوروبية، بينما تظل قصة الأموال المخصصة للإغاثة الإنسانية محور اهتمام عالمي، يجمع بين المستطيل الأخضر وقرارات المصارف والحكومات. القضية تثير نقاشات أوسع حول مسؤولية المليارديرات في الرياضة تجاه المجتمع، خصوصاً عندما تتقاطع ملكية الأندية مع العقوبات الدولية والسياسات الخارجية للدول. وفي قلب هذا التوتر، يظل أبراموفيتش صامتاً، بينما العالم يترقب ما إذا كانت وعوده ستتحول إلى أفعال، أم ستظل أموال تشيلسي، التي أثارت إعجاب الجماهير، جزءاً من نزاع قانوني وسياسي أطول من أي مباراة على أرض الملعب.