أربعة أفلام عربية تخطو نحو الأوسكار

في حدث فني استثنائي، تشق أربعة أفلام عربية طريقها بقوة نحو الترشيح لجائزة أفضل فيلم دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والتسعين. وتأتي هذه الأفلام، القادمة من تونس والعراق وفلسطين والأردن، كنتاج سينمائي جريء ومتفرد، لتعكس انتعاشة ملحوظة في الاهتمام العالمي بالسردية العربية، مع تسليط الضوء بشكل خاص على إسهامات المخرجات العربيات والأفلام التي تركز على الروايات الفلسطينية. وفيما يلي قائمة بهذه الأفلام التي تمثل أصواتا متنوعة من قلب العالم العربي: صوت هند رجب (تونس) – للمخرجة كوثر بن هنية برزت المخرجة التونسية كوثر بن هنية بسرعة كواحدة من أكثر الأصوات السينمائية أهمية في الوقت الراهن. ويقدم فيلم "صوت هند رجب" تصويرا دراميا للساعات الأخيرة المروعة للطفلة هند رجب البالغة من العمر خمس سنوات في غزة، المحاصرة داخل سيارة مع عائلتها المتوفية والتي قتلت على يد الجيش اﻹسرائيلي، ويعتمد الفيلم على صوتها الحقيقي من خلال تسجيلات مكالمات الطوارئ. وتدمج القصة، المستمدة من حدث حقيقي، بين عناصر وثائقية وسرد درامي، في مزيج يضفي طابعا إنسانيا على المأساة ويقرب المشاهدين من التجربة المعاشة للصراع. وقد عرض هذا الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي، حيث فاز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم (الأسد الفضي)، ويمثل تونس في سباق الأوسكار، ما يمثل ذروة أخرى في مسيرة بن هنية المهنية. يشار إلى أن شخصيات بارزة في السينما العالمية، بما في ذلك براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا وألفونسو كوارون وجوناثان غلازر انضموا كمنتجين تنفيذيين للعمل، ما يؤكد الصدى العالمي للفيلم. فلسطين 36 (فلسطين) – للمخرجة آن ماري جاسر يعد فيلم "فلسطين 36"، من إخراج المخرجة الفلسطينية المرموقة آن ماري جاسر، ملحمة تاريخية واسعة النطاق تدور أحداثها خلال الثورة العربية 1936-1939 تحت حكم الانتداب البريطاني. وتدور قصة الفيلم حول يوسف، وهو شاب تمزقه جذوره الريفية والحماسة التمردية المتصاعدة في القدس، في ظل تصاعد القمع الاستعماري والتحولات الديمغرافية. ويركز العمل على البطولة الجماعية، ويضم كلا من هيام عباس وصالح بكري وجيريمي أيرونز. وقد عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي وسط إشادات نقدية، واختير ليمثل فلسطين رسميا في سباق الأوسكار. كل ما تبقى منك (الأردن) – للمخرجة شيرين دعيبس تقدم المخرجة الفلسطينية-الأردنية شيرين دعيبس، والمعروفة بأعمالها التي تنسج بين الثقافات والذاكرة الجمعية، فيلم "كل ما تبقى منك". ويخط الفيلم مسارا دراميا واسعا يتبع تاريخ عائلة فلسطينية عبر أجيال متعاقبة، بدءا من فقدان بساتين الحمضيات التي كانت مصدر رزقهم عام 1948، ومرورا بعقود من التشرد والنزوح الذي طبع هويتهم. وعرض الفيلم، الذي اختير ليمثل الأردن رسميا في سباق الأوسكار، لأول مرة في مهرجان "صاندانس" السينمائي عام 2025. ويشكل العمل سجلا حميميا عن الصمود، واستحضار الذاكرة، وصون الهوية عبر الأجيال. وتشارك المخرجة شيرين دعيبس نفسها في بطولة الفيلم، إلى جانب ممثلين من عائلة بكري الفنية، ما يؤصل التجربة في مساحة بين التاريخ الشخصي للفنانة والسرد الجماعي للشعب الفلسطيني. كعكة الرئيس (العراق) – حسن هادي من العراق يأتي فيلم "كعكة الرئيس"، وهو أول عمل إخراجي لحسن هادي، ويشكل دخولا لافتا في سباق الأوسكار هذا العام. تدور أحداث الفيلم فيبغداد خلال تسعينيات القرن الماضي، تحت ظل نظامصدام حسين، حيث نتابع رحلة الطفلةلمياءذات الـ9 أعوام. تبدأ رحلتها المحفوفة بالمخاطر عندما تُكلّف بالبحث عن مكونات لإعدادكعكة عيد ميلاد إلزامية للرئيس، ويتحوّل هذا الطقس المفروض إلىمهمة مصيرية، إذ يتوقف مصير عائلتها بالكامل على نجاحها أو فشلها في إتمام هذه المهمة المستحيلة. ويُذكر أن العمل حاز علىجائزة الكاميرا الذهبيةوجائزة الجمهورفي أسبوع المخرجين بمهرجان كان، ويمزج فيلم "كعكة الرئيس" بينالخيال والواقعية الصارمة والملاحظة الحادةلتصوير الطفولة وسط القمع. كما سيتم الإعلان عن الفائز بجائزةالأوسكار لأفضل فيلم دوليخلال الحفل الـ98 لتوزيع الجوائز، المقرر إقامته فيمارس 2026. وقد تأهل الفيلم للقائمة القصيرة الرسمية (shortlist) التي أعلنت في ديسمبر 2025، والتي ضمّت15 فيلما من مختلف دول العالم، بما فيهاالأربعة أفلام العربية المميزة. وتتنافس هذه الأفلام الآن علىخمسة مقاعد نهائية للترشيح الرسمي، والتي سيتم الكشف عنها في 22 يناير 2026، قبل أن يُتوج فيلم واحد فقط باللقب النهائي في ليلة الحفل الكبرى. المصدر:vogue Arabia + RT .