ترك برس حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حفل توزيع جوائز رئاسة الجمهورية الكبرى للثقافة والفنون، الذي أقيم في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة. أشار الرئيس أردوغان في كلمته إلى أن العالم يمر بمرحلةٍ تُلقي فيها العولمة بظلالها عبر فرض التجانس الثقافي على المجتمعات كافة. وأضاف: "لا سبيل للتحرر من هذا القيد، الذي يُغذّي الاستهلاك المفرط في جميع المجالات ويحوّل الإنسان إلى كائنٍ سلبي، إلا بالتمسّك بجذورنا. فالفن، حين يستلهم من تراثنا ومعارفنا المتراكمة، سيعود ليشكّل حاجزًا واقيًا، إن صحّ التعبير، في مواجهة موجة هذا التجانس". كما أكد الرئيس أردوغان، أن الثقافة النيوليبرالية تُفسد العديد من جوانب الجمال الإنساني بما يُسمى بالموضة، وقال إنه لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل في عالم تصل فيه القصائد والكتب والأغاني والأفلام المصطنعة إلى مئات الملايين من الناس. وتابع: "أيّ توجّه يُقصي الهوية الوطنية والثقافة الوطنية والقيم والمُثُل والفضائل والأخلاق، محكومٌ عليه حتمًا بالزوال. وللأسف، لا يمكننا نحن أيضًا مجابهة هذه العاصفة العالمية بأعمالٍ تُنتَج وتُستَهلَك يوميًا، وهي تفتقر إلى العمق والأصالة. ففي خضمّ حروب الثقافة العالمية، يتعيّن علينا إعادة بناء قيمنا الثقافية الأصيلة والوطنية، ودمجها ضمن منظورٍ عالمي واعٍ. وأقول بصراحة، وبصفتي رجل دولة، إن هذا الأمر ليس يسيرًا على الإطلاق، ويتطلب جهودًا كبيرة؛ غير أنّ لدينا من الخبرة والقدرة ما يؤهّلنا لتحقيقه". "سنواصل النضال لتحقيق العدالة في غزة" أعلن الرئيس أردوغان، أن جائزة التصوير لهذا العام منحت للصحفي والمصور الفلسطيني علي جاد الله، مفيدًا أن المصور الصحفي لوكالة الأناضول علي جاد الله التقط صورا فضحت الإبادة الجماعية الوحشية في غزة وصدحت بالحقيقة لما يسمى العالم المتحضر. وقال: "يعمل أخونا علي أيضًا في الميدان مصوّرًا صحفيًا لوكالة الأناضول. إن ما تنقله عدسته لا يقتصر على كشف الأبعاد المروّعة للمجزرة في غزة فحسب، بل يُجسّد كذلك المقاومة العادلة والمشرّفة والكريمة للشعب الفلسطيني، ويضعها بكل عظمتها أمام ضمير الإنسانية. وقد أثارت صوره صدى واسعًا في الرأي العام الدولي، كما قُدّمت أدلةً في الدعوى التي رفعتها جمهورية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية". "نقف صفًا واحدًا مع الشعب الفلسطيني" استذكر الرئيس أردوغان، بحزنٍ عميق، أرواح 283 صحفيًا، من بينهم 37 صحفية، استشهدوا على يد إسرائيل لمجرد توثيقهم الفظائع المرتكبة في غزة، مؤكّدًا أنه يُحيّي مجددًا، بكل تقدير واحترام، النضال البطولي للصحفيين الذين قُتلوا بوحشية أثناء أدائهم لواجبهم المهني. وقال في هذا السياق: "مهما حاولت الحكومة الإسرائيلية عرقلة الصحفيين الحقيقيين وإسكات أصواتهم وهم يسعون وراء الحقيقة، فإنهم يواصلون كشف ما يجري في فلسطين، غير آبهين بالمخاطر التي تهدد حياتهم. ونحن، كدولةٍ وحكومة، اتخذنا من قول الحقيقة موقفًا مبدئيًا وثابتًا، ووقفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني دون أي تنازل".