شاب كوردي ينقل "جمال العراق المنسي" للملايين في كوردستان (صور)

شفق نيوز- أربيل بسيارته التي لم تعد غريبة على طرقات العراق المتعرجة، ومن خلف عدسة كاميرا هاتف شغوفة بالتفاصيل، نجح الشاب الكوردي سامان عمر، المنحدر من مدينة أربيل، في كسر الحواجز الجغرافية والنمطية، ليصبح "دليلاً سياحياً" من نوع خاص، يربط بين مدن إقليم كوردستان وعمق العراق وجنوبه عبر محتوى رقمي فريد. ولم يكتفِ عمر بالترويج للمعالم السياحية التقليدية، بل جعل من منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي نافذة لمتابعيه الكورد لرؤية "العراق الآخر". ويقول عمر لوكالة شفق نيوز: "أختار الأماكن الغريبة والمنسية داخل المحافظات العراقية بسيارتي الخاصة، من القصور المهجورة والمواقع الأثرية غير المكتشفة، وصولاً إلى الطبيعة الساحرة في الأهوار والبوادي التي قد لا يعرف عنها المواطن في الإقليم الكثير". ويضيف: "أنطلق إلى هذه الأماكن بشكل مفاجئ وفي الكثير من المرات أذهب إليها لتجرية الأطعمة وإظهار جمالية الطبيعة والمناطق، حيث بات المتابعين يعرفونني بهذه الصفة وهي السفر المفاجئ". توثيق "الغرابة" والجمال ويقول محمود عمر وهو أحد المرافقين لسامان عمر لوكالة شفق نيوز إن هدفه يتجاوز مجرد "صناعة المحتوى"، فهو يسعى لتوثيق التنوع البيئي والاجتماعي، وتميزت رحلاته بزيارة مناطق توصف بـ"الغريبة"، سواء لقصصها التاريخية المرعبة، أو لتضاريسها التي تشبه كواكب أخرى، مما أثار فضولاً واسعاً لدى الشارع الكوردستاني، ودفع الكثيرين للتفكير في زيارة تلك المناطق لأول مرة. ويضيف أن "عمر لا ينقل صورة فقط، بل ينقل روح المكان بلسان كوردي، مما جعل المسافات تبدو أقصر بين الجبال ونخيل الجنوب". ويتابع  سامان عمر قائلاً إن "المحتوى الذي أقدمه ساهم في تعريف المجتمع الكوردي بتفاصيل الحياة اليومية في وسط وجنوب العراق، مسلطاً الضوء على كرم الضيافة والتشابه الإنساني خلف المسميات السياسية، وقد حظيت المقاطع المصورة بملايين المشاهدات". وتشير إحصائيات التفاعل على منصات (تيك توك وسناب تشات وفيسبوك) الخاصة بسامان إلى تعطش كبير لدى فئة الشباب في الإقليم لمعرفة المزيد عن جغرافية العراق. وبفضل توثيقه الدقيق، تحولت بعض الأماكن "المنسية" التي زارها إلى وجهات يقصدها المصورون والرحالة الآخرون، مما يعزز مفهوم "السياحة الداخلية" العابرة للمكونات.