شهدت مدينة حلب، شمال سورية، يوم الجمعة، جريمة قتل مروعة أثارت صدمة وغضباً واسعاً في الشارع السوري، حيث اقتحم مسلحان مجهولان متجراً لصياغة الذهب في حي الهلك، وأطلقا النار بشكل مباشر على صاحب المتجر وشقيقه، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، بالإضافة إلى إصابة شخص ثالث كان موجوداً في المكان.وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة داخل المتجر لحظات الجريمة البشعة، حيث دخل المسلحان الملثمان المحل، وأمطرا الشقيقين بوابل من الرصاص دون تردد، ثم سرقا كمية من المصاغ الذهبي والمجوهرات قبل أن يلوذا بالفرار.ووفقاً للسلطات السورية فإن ضحايا الجريمة المروعة شقيقان من أبناء مدينة إعزاز بريف حلب، كانا يديران المتجر التجاري الذي يُعد مصدر رزقهما الوحيد.وأكد محافظ حلب، عزام الغريب، في بيان رسمي، أنه يتابع الحادثة شخصياً مع قوى الأمن الداخلي، موجهاً الجهات المختصة بتكثيف التحقيقات وملاحقة الجناة، حيث وصفت السلطات الجريمة بأنها «مركبة» تجمع بين القتل العمد والسرقة المسلحة.ووقعت الجريمة في وقت كانت فيه المدينة تشهد اليوم الثاني من حملة التبرّع الوطنية «حلب ست الكل»، الرامية إلى جمع التبرعات لدعم مشاريع إعادة الإعمار وتعافي المحافظة من آثار الحرب، وقد بلغ إجمالي ما تم جمعه حتى نهاية اليوم الثاني أكثر من 270 مليون دولار.وتأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد ملحوظ للجرائم الجنائية في مختلف المناطق السورية منذ بداية عام 2025، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان نحو 390 جريمة قتل ضد مجهول حتى تاريخ الحادث، راح ضحيتها أكثر من 448 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.وأثار الحادث غضباً شعبياً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء ومواطنون بتعزيز الإجراءات الأمنية لحماية التجار والمدنيين، محذرين من أن تكرار مثل هذه الجرائم قد يهدد الانتعاش الاقتصادي البطيء في المدينة.