يقف جبل قاسيون شامخًا فوق العاصمة السورية دمشق، كأيقونة طبيعية وتاريخية تجمع بين الجمال الطبيعي والبعد الرمزي للمدينة، ليكون شاهدًا صامتًا على لحظات النصر والوجع على حد سواء. من سفحه، تنظر العاصمة إلى الأفق، حيث تتلاقى أصوات الماضي مع همسات الحاضر، وتحمل الذكرى لكل من عاش على هذه الأرض، سواء من شهداء أو مهاجرين أو صامدين تحت أصعب الظروف.واستُخدم الجبل مؤخرًا كخلفية رمزية للرئيس أحمد الشرع في كلمته المصورة، معلنًا بدء مرحلة جديدة لسورية بعد رفع العقوبات، ومؤكّدًا أن زمن البناء وإعادة الإعمار قد بدأ، وأن دمشق والنخبة السورية تتطلّع نحو المستقبل بعيون ثاقبة، كجبل قاسيون نفسه، الذي يحمل معه صمود الشعب وجمال المدينة. جمال طبيعي وسحر لا ينتهييمتاز جبل قاسيون بإطلالته البانورامية على دمشق القديمة والحديثة، ما يجعله مقصدًا لعشاق التصوير والطبيعة، وللمهتمين بتاريخ العاصمة العريق. من هنا يمكن رؤية أسواق المدينة القديمة، والمساجد والكنائس، والأحياء التي تحمل قصصًا تعود لمئات السنين، وهو ما يمنحه بعدًا ثقافيًا وسياحيًا فريدًا.ولطالما كان جبل قاسيون رمزًا للقوة والمراقبة، فمن أعلى قمته يمكن رؤية المدينة بكاملها، وهو ما جعله عبر التاريخ موقعًا إستراتيجيًا، ومرآة تعكس الأحداث السياسية والاجتماعية في سورية. وأضفى حديث الرئيس الشرع من سفحه بعدًا رمزيًا جديدًا، إذ كان بمثابة إعلان أن دمشق ترفع رأسها بعد سنوات طويلة من التحديات، وأن الأفق أمام سورية أصبح أوسع.وبالإضافة إلى قيمته الرمزية، يشتهر الجبل بالمسارات الطبيعية للمشي، ومنصات المشاهدة التي توفر إطلالات ساحرة، إلى جانب المواقع التاريخية والأثرية القريبة منه، ما يجعله نقطة جذب للزوار المحليين والأجانب، ويستحق أن يكون على قائمة أي رحالة يبحث عن مزيج من التاريخ والجمال الطبيعي. وجهة الإعلام والرمزية الحديثةتحوّل جبل قاسيون مؤخرًا إلى رمز إعلامي، حيث اختار الرئيس الشرع سفحه ليكون خلفية للكلمة التاريخية التي أعلن فيها رفع العقوبات، موجهًا الشكر للشعب السوري وللدول الداعمة، في مشهد يدمج بين السياسة والتاريخ والجغرافيا، ويبرز الجبل كصوت صامت يروي قصة سورية من فوق قمته الشامخة.جبل قاسيون ليس مجرد تلة طبيعية في دمشق، بل هو عين المدينة على تاريخها وحاضرها ومستقبلها، يحمل في كل صخرة قصة، وفي كل شجرة صمودًا، ويظل رمزًا للجمال والقوة والصمود، كما يعتبر شاهداً على لحظات الفرح والألم التي عاشتها العاصمة.