الأمطار تجدد حياة البر في رفحاء

جددت الأمطار التي هطلت أخيراً على منطقة رفحاء الحياة والخير للأرض وللإنسان، فكل شيء تبدل بعد هطول المطر، الهواء أصبح أكثر نقاءً وانتعاشاً، والسماء تتوشّح بغيومٍ رمادية ساحرة، وفاحت من الأرض روائح ذكية، إذ تحولت الطبيعة إلى منتزه تسر النظر، والجبال اغتسلت وأصبحت أكثر جمالاً، والأشجار أكثر اخضراراً. استمتاع بالطبيعة**media[2633384]**وأوضح أبو عادل الشمري لـ«عكاظ» أنه نصب خيمته في أحد المواقع البرية، التي أصبحت ملتقى يومياً للأصدقاء والمعارف، حيث يجتمعون كل عصر لتبادل الأحاديث وتناول القهوة العربية، في أجواء يسودها الأنس والألفة.وذكر أبو ماجد أنه جهّز «مخيم» خاصاً بأسرته، مبيناً أن الخروج إلى البر يمثل متنفساً مهماً للعائلات، وفرصة لتعزيز الروابط الأسرية، إلى جانب إتاحة المجال للأطفال للاستمتاع بالطبيعة بعيداً عن صخب المدينة.وأشار أبو سليمان إلى أن خيمته تشهد تجمعاً يومياً للأصدقاء والأقارب، تمتد جلساتهم من بعد العصر وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، لافتاً إلى أن الإقبال يزداد بشكل ملحوظ خلال إجازة نهاية الأسبوع مع تزايد خروج الناس والعوائل. تعاون ومتعة **media[2633386]**وبين عدد من المتنزهين أن البعض يحرص على تنظيم «دوريات» فيما بينهم، بحيث يتناوب الأشخاص على إعداد وجبات الغداء أو العشاء، ويكون لكل شخص يوم مخصص في الأسبوع، حيث يقومون بتجهيز الطعام بأنفسهم في الموقع، وسط أجواء من التعاون والمتعة، مؤكدين أن هذه التجربة تضفي طابعاً اجتماعياً جميلاً وتعزز روح المشاركة بينهم. طابع تراثيوتأتي حركة المتنزهين النشطة وسط دعوات من الأهالي والمتنزهين إلى ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة والمحافظة على البيئة، وعدم ترك المخلفات في المواقع البرية، بما يضمن استمرار هذه المتنزهات الطبيعية كمقصد للجميع خلال الفترة القادمة.ويحرص عدد من المتنزهين على إضفاء طابع تراثي على مخيماتهم من خلال تزيينها بقطع السدو والنسيج القديم، في مشهد يعكس ارتباط الأهالي بموروثهم الشعبي، ويعيد للأذهان تفاصيل الحياة البدوية الأصيلة، حيث تمتزج القهوة والنار والبر مع رموز التراث في لوحة تعكس هوية المكان وأصالته.