أطلقت العربية لحماية الطبيعة بالشراكة مع الشبكة العربية للسيادة على الغذاء وبرعاية وزيرة البيئة في لبنان مبادرة لتوزيع وزراعة 10,000 شجرة زيتون صوراني بلدي على المزارعين في مناطق الجنوب اللبناني الأكثر تضررًا من القصف الصهيوني وبالتعاون مع اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل واتحاد بلديات جبل عامل واتحاد بلديات قضاء صور، والحركة الزراعية وسياق، وذلك استكمالًا للمراحل السابقة من حملة "معًا لزيتون لبنان"، في بلدة الطيري، بحضور رسمي وبلدي وزراعي وأهلي واسع، في رسالة واضحة بأن إعادة إعمار الأرض تبدأ من جذورها. وأكدت رزان زعيتر، رئيسة العربية لحماية الطبيعة ومؤسسة الشبكة العربية للسيادة على الغذاء، أن الوقوف في جنوب لبنان هو وقوف في "حضرة أرض وشعب قاوم الظلم والاستعمار بدمه وقوت يومه ومسكنه وزيتونه"، مشددة على أن خيار الشعوب في مواجهة الاستعمار الاستيطاني هو واحد من إثنين: "إما أن نقاومه، أو نستسلم فنُباد؛ خياران لا ثالث لهما". مضيفة أن السيادة الغذائية في كل أقطار الوطن العربي؛ هي طريقنا إلى السيادة على قرارنا السياسي والسيادي". معتبرة أن الزراعة شكل أصيل من أشكال المقاومة. وختمت بالقول "لنزرع كل زيتونة اقتُلعت، ونستعيد كل زيتونة سُرِقت". من جهته، رحب المهندس سليم مراد، عريف الحفل ونائب رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل بالمشاركين، مشددا على أن المبادرة تمثل فعل صمود جماعي، قائلًا": من على الحدود الجنوبية… نقف اليوم لنعلن أن إرادة الحياة أقوى، وأن الرد الحقيقي على الخراب هو غرس الجذور". وأكد أن زراعة الزيتون ليست فعلًا زراعيًا فحسب، بل فعل صمود وإحياء واستدامة، جامعًا بين البعد البيئي والسيادي والاجتماعي. وأشار إلى أن الشراكة الواسعة بين الوزارات والاتحادات البلدية والمزارعين تعكس مسؤولية جماعية في حماية الأرض، مستشهدًا بالحديث الشريف عن فضل الغرس، بوصفه أثرًا باقيًا يمتد في الأرض والسماء. بدوره، وباسم مزارعي الجنوب تحدث المزارع إبراهيم الدقدوق ، مؤكدًا أن البقاء في الأرض كان خيارًا واعيًا رغم الحرب، قائلا: "زرعنا تحت النار، وحافظنا على التراب حين كان ٨الحفاظ عليه فعل إيمان وشجاعة." وقال مراد عياش ممثلاً الشبكة العربية للسيادة على الغذاء "نحن هنا، نرفع عنوان معًا لزيتون لبنان، لأن زيتون بلادنا في الجنوب وفي فلسطين يٌستهدف يوميًا بعملية ممنهجة ومتنوعة الأشكال، تارة عسكرية، وتارة اعتداءات، وتارة من خلال الاستيلاء على الأراضي. وهذا الاستهداف ليس عشوائيًا، بل جزء من إبادة بيئية ممنهجة، تستهدفنا معًا نحن الأرض والناس، وتضرب مقوِّمات البقاء والصمود". وكانت العربية لحماية الطبيعة والشبكة العربية للسيادة على الغذاء قد أطلقتا حملة "معًا لزيتون لبنان" في نيسان/أبريل 2025، خلال حفل رعاه وزير الزراعة نزار هاني، حيث جرى توزيع وزراعة 2000 شجرة زيتون لصالح المزارعين المتضررين في بلدات قانا وعيترون وبليدا. وجاء ذلك استكمالًا لانطلاقة أولية للمشروع بدأت في شباط/فبراير من العام نفسه، مع زراعة 200 شجرة زيتون في عدد من مزارع محافظة النبطية، إيذانًا ببدء مسار عملي لترميم قطاع الزيتون في الجنوب اللبناني. وتهدف الحملة إلى إعادة زراعة نحو 8000 دونم من بساتين الزيتون التي دمرها العدوان الإسرائيلي، بما يسهم في حماية التراث الزراعي اللبناني وصون الهوية الثقافية المرتبطة بشجرة الزيتون بوصفها رمزًا تاريخيًا ووطنيًا. كما تسعى المبادرة إلى تعزيز السيادة الغذائية في لبنان، وبناء شراكات مستدامة مع المؤسسات الأكاديمية والبلديات والقطاع الخاص، إلى جانب إشراك المغتربين اللبنانيين والمؤسسات غير الحكومية في جهود الدعم وإعادة الإحياء. وتأمل الحملة باستقطاب المزيد من الشراكات وخلق إطار جهد وطني جامع للمساهمة في إعادة الحياة للأرض التي تستحقها. .