شفق نيوز- بغداد اعتبر مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترمب إلى العراق، مارك سافايا، يوم الاثنين، أن الخطوات التي أعلنتها الجماعات المسلحة العراقية باتجاه نزع السلاح تمثل تطوراً "مرحّباً به ومشجّعاً"، مشيراً إلى أنها استجابة إيجابية للنداءات والتطلعات القديمة للمرجعية الدينية وسلطاتها الدينية الموقرة. وأعرب سافايا، في بيان له نشره على حسابه بموقع (X) عن تقديره العميق لما وصفه بحكمة المرجعية وقيادتها الأخلاقية وتوجيهاتها المبدئية، مؤكداً أنها لا تزال تشكّل بوصلةً للأمة. وفي الوقت نفسه، شدد المبعوث الاميركي على أن بيانات النوايا وحدها لا تكفي، مؤكداً أن نزع السلاح يجب أن يكون شاملاً، ولا رجعة فيه، وأن يُنفذ ضمن إطار وطني واضح وملزم، يتضمن التفكيك الكامل لجميع الفصائل المسلحة، ويضمن انتقالاً منظماً وقانونياً لأفرادها إلى الحياة المدنية. وأوضح أن الدستور العراقي وسيادة القانون لا يجيزان لأي حزب سياسي أو منظمة أو فرد امتلاك أو تشغيل تشكيلات مسلحة خارج نطاق سلطة الدولة، مبيناً أن هذا المبدأ يسري بشكل موحد في جميع أنحاء العراق دون استثناء. وأكد أن حصر حمل السلاح واستخدام القوة يجب أن يكون بيد المؤسسات الاتحادية والإقليمية الشرعية المخولة بتنظيم وقيادة وإدارة القوات المسلحة، بما يضمن حماية الشعب العراقي والدفاع عن السيادة الوطنية. وختم سافايا بالقول إن العراق يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم، إما المضي قدماً نحو السيادة والاستقرار والازدهار والوحدة وسيادة القانون، أو البقاء عالقاً في دوامة التشرذم وانعدام الأمن، حيث تستغل الجماعات المسلحة غير الشرعية الموارد الوطنية لتحقيق مصالحها الشخصية وأجنداتها الخارجية، بما يؤدي إلى تقويض سلطة الدولة. The reported steps by Iraqi armed groups toward disarmament are a welcome and encouraging development. This move represents a positive response to the longstanding calls and aspirations of the Marjaeya and our respected religious authorities. I extend my deep appreciation for… pic.twitter.com/5X8MQCMqqi — Mark Savaya (@Mark_Savaya) December 22, 2025 وفي وقت سابق، كشف مصدر حكومي عراقي، لوكالة شفق نيوز، عن قرب زيارة مبعوث الرئيس الأميركي مارك سافايا إلى بغداد على رأس وفد من الإدارة الأميركية، لبحث طبيعة العلاقة بين واشنطن وبغداد في المرحلة المقبلة، ومناقشة ملفات سياسية وأمنية واقتصادية، إلى جانب مستجدات الشرق الأوسط وآليات معالجة الأزمات. ووفق المصدر، فإن الزيارة ستتضمن بحث توسيع الشراكة والتوافق السياسي، وملف انسحاب القوات الأميركية وفق الجداول الزمنية المتفق عليها، فضلاً عن التعاون الأمني وتسليح القوات العراقية وخطط المرحلة المقبلة. وقرر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي تعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق. ومارك سافايا، هو ثالث مبعوث أميركي إلى العراق، منذ بول بريمر، 2003، وبعد بريت ماكغورك، في مرحلة الحرب ضد داعش عام 2014. وأثار سافايا، الجدل من خلال تدويناته مؤخرا، حيث طالب بشكل صريح بإنهاء ملف الفصائل المسلحة ومنعها من المشاركة في الحكومة، فضلا عن توجيهه إنذارات للعراق، وتحذير من عودة لـ"دوامة التعقيد". وأول أمس السبت، أعلنت بعض الفصائل المسلحة، موافقتها على الدعوة لحصر السلاح بيد الدولة، وصدرت مواقف رسمية من قبل الأمين العام لكتائب الإمام علي شبل الزيدي، ومن ثم لحقتها دعوة أمين عام حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وأيضا فصيل أنصار الله الاوفياء، فضلاً عن المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء. وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق، فائق زيدان، أعلن يوم امس، عن استجابة الفصائل المسلحة لحصر السلاح بيد الدولة. لكن، كتائب حزب الله، أصدرت بيانا، رفضت فيه "نزع سلاحها" وأكدت أن "السيادة وضبط أمن العراق ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، هي مقدمات للحديث عن حصر السلاح بيد الدولة، نؤكد أن موقفنا يطابق ما ذهب إليه مراجعنا، متى ما تحقق ذلك".