لغويون يناقشون «الذكاء الاصطناعي وخصائص الضاد»

انطلقت أمس أعمال مؤتمر «الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية»، الذي ينظمه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وذلك عقب اختتام حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية. أعقب الجلسة الافتتاحية جلسة خاصة بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، ترأسها عبد العلي الودغيري، وركّزت على الأسس اللسانية والمعرفية التي يقوم عليها المعجم. وقدّم عبد الكريم جبل مداخلة تناول فيها فقه الدلالة وتحولات المعنى، وناقش د.محمد الخطيب بنية الشاهد ومنهج التوثيق، فيما تناول رشيد بلحبيب قضايا الإحياء والتفصيح في ضوء معطيات المعجم، فيما قدّم حسن حمزة قراءة مقارنة بين معجم الدوحة والمعجم الفرنسي التاريخي. وشهد اليوم الأول انعقاد الجلسة الأولى بعنوان «بيانات معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في خدمة الذكاء الاصطناعي»، برئاسة محمد محمود أحمد محجوب. وتناول د.عزّ الدين البوشيخي، ومحمد بباه، ويحيى الحاج، ومحمد رقاس دور بيانات المعجم موردًا لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العربي، وقدّم محمد العبيدي مداخلة حول تعزيز المحتوى الرقمي العربي بالموارد المعجمية في عصر الذكاء الاصطناعي، وناقش سامر الرشواني مع سمية الطنبولي تطوير خادم للذكاء الاصطناعي معزّز ببيانات المعجم لفهم أدق للنصوص القرآنية والحديث النبوي. فيما عرض أمين بن نجي وحسن كيسان دراسة تقييمية للمعرفة المعجمية في النماذج اللغوية العربية. وعُقدت جلسات موازية، منها الجلسة الثانية بعنوان «الخصائص اللسانية للعربية وعلاقتها بالنمذجة الآلية»، برئاسة مهدي عرار. وتناولت مداخلاتها العلاقة بين البنية اللغوية العربية والنماذج الحاسوبية، وناقش محمد غاليم الإطار المعرفي للذكاء الاصطناعي وخصائص العربية، وتطرّق محمد أمين إلى الخصائص التركيبية ومعالجتها آليًا. كما تناول محمد ابن سفاج أثر العدول عن الرتبة الأصلية للكلمة في عمليات التشكيل الآلي. وانعقدت الجلسة الثالثة بعنوان «تطبيقات عربية في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي»، برئاسة محمد رقاس، وركّزت أوراقها على تقييم أداء النماذج اللغوية في معالجة العربية. وقدّمت لمياء هدريش بلغيث دراسة حول تحليل الآراء في العربية الدارجة، بينما تناول سليمان بن سالم الشهري أداء النماذج التوليدية في تمثيل الأمثال الشعبية الخليجية. كما ناقش نصر الدين مزاري أثر الثنائية اللغوية (الفصحى والعامية) في فهم العربية لدى النماذج الذكية، وقدّم عبد الحميد صبار دراسة تجريبية في تحليل المشاعر للهجات العربية. وتميّزت جلسات اليوم الأول بنقاشات علمية معمّقة، أبرزت الحاجة إلى تعزيز التكامل بين الباحثين في اللغة العربية ومطوّري النماذج الذكية، بما يضمن تمثيلًا أدق لخصائص العربية في النظم الحاسوبية المعاصرة. وعكست المداخلات اهتمامًا بتعزيز التكامل بين البحث اللساني العربي والتطوير الحاسوبي، والتأكيد على أن بناء ذكاء اصطناعي عربي فعّال يقتضي توفير موارد لغوية تاريخية موثوقة، وفهمًا عميقًا للبنية اللسانية العربية. وتتواصل اليوم، أعمال المؤتمر، بمناقشة المحاولات العربية في بناء النماذج اللغوية، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم والترجمة، والسياقات الثقافية والمعرفية للنماذج الذكية.