في تطور لافت على مسار المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، سلّم الوسطاء لإسرائيل مقترح تشكيل هيئة تكنوقراط مكلفة بإدارة القطاع، في خطوة تعكس تسارع الاتصالات السياسية والدولية لترتيب مرحلة ما بعد الحرب، وسط حراك أميركي - إقليمي مكثف لحسم ملفات الحكم والقوة الدولية وترتيبات التنفيذ. وأفادت مصادر “العربية” و “الحدث” بأن الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سلّموا إسرائيل تشكيل هيئة التكنوقراط المكلفة بإدارة غزة. وأضافت المصادر أن هناك اتصالات مكثفة بين أميركا والوسطاء لإعلان تشكيل القوة الدولية قريبا. وأوضحت المصادر أن لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا سيحسم خطوات المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وفي السياق، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الاثنين، بأن بلاده تتوقع بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مطلع العام 2026، وذلك عقب محادثات أجراها مع مسؤولين أميركيين وقطريين ومصريين في ميامي مطلع الأسبوع. وفي مؤتمر صحافي عقده في دمشق، أوضح فيدان أن المناقشات ركزت على العقبات التي تحول دون انتقال الاتفاق إلى مرحلته التالية. من جانبه، أكد المستشار السياسي الدكتور أحمد الخزاعي لـ “البلاد”، أن جوهر اتفاق غزة يقوم على منح إسرائيل حق الموافقة المسبقة على أي جهة ستدير القطاع، مهما كان شكلها أو مصدر اختيارها. وأشار إلى أن الاتفاق يشمل جميع السيناريوهات، سواء كانت الإدارة باختيار أهالي غزة، أو عبر “حماس”، أو السلطة الفلسطينية، أو بإشراف أميركي أو دولي. وأوضح أن هذا الشرط تم تكريسه في خطة السلام المعلنة، وربط تنفيذ أي ترتيبات حكم بموافقة إسرائيل الكاملة. ولفت إلى أن هذا القيد لا يُعد تفصيلا إجرائيا، بل أداة سياسية تقيد استقلالية أي حكومة انتقالية وتبقي مستقبل الحكم في غزة رهنا بالقرار الإسرائيلي. ومن جهة ثانية، قلص الجيش الإسرائيلي ما يسمى بالمنطقة الآمنة في شمال قطاع غزة، بعد تغييره حدود الخط الأصفر. ووفقا لما أفاد به مراسل “العربية” و “الحدث”، فإن هذا الإجراء جعل مخيم جباليا داخل نطاق الخط الأصفر وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلي. وأفاد شهود عيان بنقل آليات إسرائيلية إلى مربعات صفراء نحو محطة تمراز للبترول عند مدخل مخيم جباليا. وعلى صعيد آخر، نفت وزارة الخارجية الأميركية صحة التقارير التي تحدثت عن التزام الولايات المتحدة بتخصيص 60 مليار دولار لبرنامج إعادة إعمار قطاع غزة. وأكد مكتب شؤون الشرق الأدنى في بيان، أن ما نشرته صحيفتا “وول ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز” بهذا الشأن غير صحيح، موضحا أن الخطة المنسوبة للرئيس ترامب لا تتضمن أي التزام مالي بقيمة 60 مليار دولار. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أفادت بحصولها على وثائق تتناول إعادة بناء القطاع.