علماء يابانيون يكتشفون بكتيريا قادرة على القضاء التام على سرطان القولون

شفق نيوز- طوكيو توصل باحثون يابانيون إلى أن بكتيريا تعيش في أمعاء ضفادع الأشجار اليابانية تمتلك قدرة مذهلة على تدمير أورام سرطان القولون والمستقيم بشكل كامل. وجاء هذا الاكتشاف من فريق بحثي في المعهد الياباني المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، حيث قام العلماء بفحص أمعاء ثلاثة أنواع من الكائنات البرمائية والزواحف اليابانية، ومن بين تسع سلالات بكتيرية معزولة، برزت بكتيريا تسمى Ewingella americana بقدرات استثنائية. وعند اختبار هذه البكتيريا على فئران مصابة بسرطان القولون والمستقيم، كانت النتائج مذهلة، حيث حققت جرعة واحدة عن طريق الوريد معدل استجابة كاملة بنسبة 100%، ما يعني اختفاء الأورام تماما، وتفوق هذه النتيجة بكثير فعالية العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والمناعي. وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر أهمية هو توقيته، حيث تشهد العديد من الدول حول العالم ارتفاعا ملحوظا في حالات سرطان القولون والمستقيم بين الشباب. وتعمل البكتيريا بآلية ذكية مزدوجة فهي تهاجم خلايا السرطان مباشرة، وفي نفس الوقت تحفز جهاز المناعة على التخلص من الخلايا السرطانية بشكل طبيعي عبر عملية الموت الخلوي المبرمج، كل ذلك دون التسبب في التهابات جانبية. والميزة الأخرى الأهم هي سلامة هذه الطريقة، فخلافا للعلاج الكيميائي الذي يسبب آثارا جانبية شديدة، تختفي هذه البكتيريا من مجرى الدم خلال 24 ساعة فقط، وتعود استجابة الجسم الالتهابية إلى طبيعتها في غضون 72 ساعة. ويؤكد الباحثون أن "هذا الكشف يفتح نافذة جديدة على عالم الطب الحيوي، حيث يمكن للتنوع البيولوجي غير المستكشف أن يقدم حلولا مبتكرة لأمراض مستعصية". ومع ذلك، فهم يحرصون على التوضيح أن الطريق ما يزال طويلا أمام تطبيق هذه الطريقة على البشر. وستتركز الأبحاث القادمة على اختبار فعالية البكتيريا ضد أنواع سرطانية أخرى مثل سرطان الثدي والبنكرياس، وتطوير طرق أكثر أمانا لتوصيلها، ودراسة إمكانية دمجها مع العلاجات التقليدية. ويأتي هذا الأمل العلمي في وقت حاسم، حيث تشير التوقعات إلى أن سرطان القولون والمستقيم المبكر قد يصبح السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان بين الشباب بحلول عام 2030، ما لم يتم إيجاد حلول فعالة وجديدة.