خاص _ قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المقاومة في قطاع غزة انتقلت، بعد وقف إطلاق النار، من مرحلة العمل العسكري المباشر مع الاحتلال التي استمرت نحو 733 يوماً، إلى مرحلة جديدة عنوانها العمل الأمني الداخلي. وأوضح أبو زيد ل الأردن ٢٤ أن هذه المرحلة تركز على مواجهة محاولات إشاعة الفوضى داخل القطاع، ومراقبة تحركات المليشيات المدعومة من الاحتلال، إضافة إلى مكافحة انتشار المخدرات التي وصفها بـ”التحدي الجديد” الذي يسعى الاحتلال لإغراق غزة به عبر إدخالها ضمن شاحنات المساعدات الإنسانية. وأضاف أن ما بعد أي عمل عسكري طويل عادة ما يكون مرحلة إعادة تنظيم، تشمل حصر الخسائر، وإعادة التجنيد، وسد الثغرات، مشيراً إلى أن ما تقوم به المقاومة حالياً يندرج ضمن هذه المسارات الطبيعية لأي قوة خاضت مواجهة طويلة. وأشار أبو زيد إلى أن التزام المقاومة بالهدوء وعدم إبداء ردود فعل سلبية تجاه انتهاكات الاحتلال لوقف إطلاق النار، يأتي في إطار حرمان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من أي ذريعة للادعاء بأن المقاومة خرقت الاتفاق، خاصة في ظل رغبته بالعودة إلى القتال وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. وبيّن أن المقاومة تدرك أن كلفة الانتقال إلى المرحلة الثانية سياسياً على نتنياهو ستكون باهظة، لذلك تصر على الالتزام بالاتفاق رغم عدم التزام الاحتلال ببنود المرحلة الأولى، مؤكداً أن هذا النهج سيجبر نتنياهو في نهاية المطاف على المضي قدماً، لا سيما بعد لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ميامي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وختم أبو زيد بالقول إن تراكم الأزمات الداخلية لدى نتنياهو بعد ذلك اللقاء سيضعه أمام خيار واحد، يتمثل بالذهاب إلى انتخابات مبكرة قبل حزيران 2026. .