خبير اقتصادي: الفقر ليس قدراً بل أداة قهر تُدار لهندسة وعي الشعوب #عاجل

خاص _ قال الخبير الاقتصادي سامي شريم إن الوعي الحقيقي لا يكتمل بمجرد معرفة وجود الفقر، بل بفهم كيف ولماذا يُصنَع هذا الفقر. مؤكدا أن فقر الشعوب في كثير من الدول ليس قدراً محتوماً ولا خللاً اقتصادياً طارئاً، بل نتيجة هندسة واعية للقهر تُدار بدقة، يُعاد من خلالها تشكيل وعي الناس وسقف طموحاتهم، ليُختزل معنى الحياة في البحث عن لقمة العيش. وأوضح شريم ل الأردن ٢٤ أن الجوع يتحول في هذه الحالة إلى أداة حكم، ويغدو البقاء هدفاً بديلاً عن الكرامة، فيما تتحول الحقوق إلى شعارات قديمة لا تجد وقتاً لتستيقظ في نفوس منهكة. وبيّن أن هذه الهندسة لا تقتل الجسد فقط، بل تكسر الروح، وتدفع الإنسان إلى الانحناء لكل صاحب سلطة أو نفوذ، لا عن قناعة بل عن اضطرار، حتى لا يسقط تماماً. وأضاف أن المواطن في لحظة الإنهاك يصبح مشغولاً بنفسه عن وطنه، وبهمه اليومي عن السؤال الأكبر، فلا يرى اللصوص وهم ينهبون البلاد، ولا يسمع صوت العدالة وهي تُخنق تحت طاولات القرار. واعتبر أن الفقر في هذا السياق هو أداة ضبط اجتماعي دقيقة تُستخدم لتفريغ المجتمع من طاقته النقدية، ومنع تشكّل وعي جماعي قادر على المحاسبة والمطالبة. وشدد شريم على أن هذا الواقع لا ينتج نهضة، بل يقتلها، ولا يصنع استقراراً حقيقياً، بل استقراراً زائفاً قائماً على الخوف والحاجة. وختم بالقول إن النهضة لا تولد من بطون خاوية ولا من ظهور منحنية، بل من إنسان آمن على رزقه وكرامته، مدرك لحقه، وقادر على السؤال والمشاركة، مؤكداً أن الاقتصاد العادل ليس أرقاماً ومؤشرات، بل سياسات تحرر الإنسان من الابتزاز اليومي، وتعيد له حقه في أن يعيش مرفوع الرأس، لأن الشعوب التي تُجَوَّع عمداً لا تُبنى بها أوطان، بل تُدار بها أزمات وتُحمى بها امتيازات قلة على حساب مستقبل الجميع. .