يُظهر اختيار الدواء المناسب عند بدء علاج ارتفاع ضغط الدم أثرا كبيرا على استمرارية المرضى في تناول العلاج وصحة القلب وتقليل تكاليف الرعاية الصحية. يعد ارتفاع ضغط الدم العامل الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة. وعلى الرغم من وجود العديد من الأدوية الفعالة التي تخفض ضغط الدم وتطيل العمر، يفشل بعض المرضى في تحقيق أهداف العلاج ويتوقف كثيرون عن تناول أدويتهم. لذلك، هدفت دراسة حديثة استندت إلى بيانات أكثر من 340 ألف مريض في السويد، إلى معرفة مدى تأثير اختيار الدواء الأول على الالتزام بالعلاج على المدى الطويل. وقارنت الدراسة أربع فئات من الأدوية الموصى بها بشدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم: حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين (ARB)، ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEi)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (CCB)، ومدرات البول من نوع الثيازيد أو الشبيهة بالثيازيد (TD). وشملت الدراسة مرضى دون تاريخ سابق لأمراض القلب والأوعية الدموية، وبدأوا علاجهم بين عامي 2011 و2018، مع متابعة الالتزام بالعلاج لعدة سنوات. وأظهرت النتائج أن المرضى الذين بدأوا باستخدام ARB استمروا في تناول فئة الدواء نفسها بنسبة 80% بعد خمس سنوات، مقارنة بـ 65% لمستخدمي حاصرات قنوات الكالسيوم، وهي ثاني أفضل فئة. أما أولئك الذين توقفوا عن دوائهم الأصلي، فاستمر معظمهم في العلاج باستخدام دواء آخر لخفض ضغط الدم، غالبا من فئة ARB. ويقول كارل لوريل، الباحث في جامعة أوبسالا: "تشجيع المرضى على الالتزام بعلاج ضغط الدم يعزز صحة القلب والأوعية الدموية ويطيل أعمارهم. كما أن وصف الأدوية التي يُرجح أن يستمر المرضى في تناولها منذ البداية يقلل من تكاليف الرعاية الصحية". ويضيف لوريل: "تسبب ARB آثارا جانبية أقل من غيرها. المرضى الذين يجدون دواء فعالا ودون آثار جانبية ليس لديهم سبب لتغييره. ومع ذلك، من الضروري متابعة ضغط الدم بانتظام، لأنه غالبا ما يرتفع مع التقدم في العمر، وقد يستدعي الأمر إضافة أدوية أخرى عند الحاجة". نشرت الدراسة في مجلة eClinicalMedicine. المصدر: ميديكال إكسبريس .