أعلنت حديقة القرآن النباتية، عضو جامعة حمد بن خليفة، بالتعاون مع برنامج "حرفة" التابع لبيت الخاطر، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عن تطوير أول حديقة للنباتات الصبغية في الموقع التراثي لبيت الخاطر بالمدينة التعليمية، وذلك في إطار جهود مشتركة لحفظ الممارسات التقليدية والأساليب العلمية الحديثة، وإحياء النباتات المستخدمة تاريخيا في الأصباغ الطبيعية. وذكرت حديقة القرآن النباتية في بيان، اليوم، أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة لتعزيز دور حديقة القرآن النباتية في دعم المبادرات الوطنية التي تهدف إلى صون التراث النباتي بدولة قطر، والتعريف بالنباتات التي شكلت جزءا أساسيا من الحرف التقليدية، مثل النباتات المستخدمة في صباغة المنسوجات، والسعفيات، والمنتجات التراثية المحلية. وبينت أنه من خلال هذا التعاون، قامت حديقة القرآن النباتية بتصميم وتنسيق الحديقة، وجرى اختيار الأنواع النباتية المناسبة بالتعاون مع برنامج "حرفة"، والإشراف على زراعتها، مع توثيق الاستخدامات الصبغية لكل نبات. وأوضحت أن المجموعات النباتية المختارة ضمت نباتات مختلفة في الأصباغ، ومتباينة في أشكال النمو، مثل القطيفة، والهبسكس المكسيكي، بجانب بعض الخضروات التي لها صبغات طبيعية كالشمندر والخردل والباذنجان والبقلة والإنديجو، والعديد من النباتات الأخرى. وفي هذا الإطار، قالت السيدة فاطمة صالح الخليفي مدير حديقة القرآن النباتية: "إن تعاوننا مع برنامج حرفة التابع لبيت الخاطر يعكس التزام حديقة القرآن النباتية بدعم مبادرات الاستدامة التي تجمع بين التراث والمعرفة العلمية". وأضافت الخليفي أن "حديقة النباتات الصبغية التي نعمل على تطويرها ليست مجرد مساحة خضراء جديدة، بل هي منصة تعليمية وثقافية تحيي تاريخ النباتات التي استخدمت عبر قرون في صناعة الأصباغ الطبيعية والحرف التقليدية بدولة قطر"، معربة عن أملها في أن تسهم الحديقة الصبغية في رفع الوعي المجتمعي بأهمية النباتات، وإبراز قيمتها الثقافية والبيئية، انسجاما مع رؤية مؤسسة قطر ورسالتها في تعزيز الاستدامة والحفاظ على التراث. بدورهم، قام خبراء الحديقة بحصر وتوثيق مجموعة من النباتات الصبغية التي تناسب ظروف النمو في مناخ دولة قطر والمنطقة، واختيار الأنواع الأكثر ملاءمة للزراعة في بيئة بيت الخاطر. وجرى العمل على تطوير تصميم متكامل للحديقة يشمل الزراعة، والري، وإعداد عرض توضيحي يعرف الزوار بالألوان الطبيعية التي تنتجها هذه النباتات وطرق استخدامها التقليدية. يشار إلى أن حديقة القرآن النباتية تهدف إلى أن تكون مركزا عالميا متميزا لنشر المعرفة والتعليم والبحوث في مجال الموارد النباتية، وأن تمد جسور التواصل بين الحضارات، وتسهم في تعزيز المسؤولية تجاه البيئة، وتحقيق التكامل بين جهود الحفاظ على النباتات والإنجازات العلمية الحديثة.