الرسالة التي حملها وزير الإعلام سلمان الدوسري من إقامة المؤتمر الصحفي الحكومي في مدينة القدية، بالتزامن مع افتتاح أول أصولها يوم الأربعاء المقبل، هي التأكيد على دور الإعلام التنموي في تعظيم الأثر المتحقق من رؤية السعودية 2030، ونقل الصورة الحقيقية للعالم من قلب الحدث، والاحتفاء بالمنجزات التي تتوالى في مهمة نهوض وطني ومجتمعي نحو المستقبل.الإعلام التنموي يستحق أن يكون مبادرة نوعية تتبناها وزارة الإعلام بأهدافها ومستهدفاتها ومشروعاتها، خصوصاً أن الأعوام الخمسة المقبلة ستشهد افتتاح مشروعات كبرى وصولاً إلى إكسبو 2030، وهذه الرحلة تتطلب رؤية استراتيجية عميقة في تخريج الرسالة الإعلامية التنموية للعالم، وبناء وتطوير شراكات إعلامية تعكس ما تحقّق من تنمية غير مسبوقة، وإبراز النجاحات التي تجاوزت مستهدفاتها، والأهم أثرها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمع.الإعلام التنموي ليس تغطية حدث أو مناسبة أو فعالية، ولكنه أعمق من ذلك بكثير في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة، وصناعة الوعي للمستقبل، وتحفيز المشاركة المجتمعية، وتغيير السلوكيات نحو التحوّل الإيجابي في المجتمع، وهذه المرتكزات الاستراتيجية بحاجة إلى مبادرة خاصة من وزارة الإعلام تعكس الفكر والقيم والهوية السعودية للعالم.أعجبني في حديث وزير الإعلام تعبيره عن فكرة عميقة وهي أن «جبال طويق بصخورها كانت عبر القرون شاهدة على مرور القوافل والأحداث، واليوم تتحوّل من خلفية صامتة للتاريخ إلى مسرح حيّ للمستقبل الجديد، فنحن في المملكة لا نبدأ من حيث انتهى الآخرون، بل من حيث يحلم الآخرون».هذا النوع من الرسائل عميق جداً في تشكيل سردية الإعلام التنموي بين الأجيال، وفهم التفاصيل برؤية أكثر وضوحاً وقرباً للواقع، وانعكاساً لقيمنا وهويتنا وحضارتنا السعودية، والجميل توقيت ومكان الرسالة في لحظة تدشين مدينة القدية لتكون شاهدة على ما قيل، وحتماً ما سيقال مستقبلاً، حينما يصطف الماضي والحاضر لرؤية المستقبل.بعد 30 مؤتمراً صحفياً حكومياً ارتبطت فيها بالمؤسسات وقياداتها؛ حان الوقت لربط المؤتمرات المقبلة بالمنجزات الوطنية، والوقوف عليها في جميع المناطق، واستنساخ فكرة «مؤتمر القدية» ضمن أجندات الإعلام التنموي للمملكة، واستدامته في بقية المنجزات الأخرى التي ستشكّل إرثاً معرفياً وتنموياً في تعزيز رؤيتنا الطموحة.منجزات كثيرة في وطننا الغالي تستحق الوقوف عليها، وإبرازها، وتعميق أثرها التنموي، وسيشهد العام 2026 افتتاح مشروعات جديدة تمثّل نقلة نوعية في مسيرتنا نحو المستقبل، وهو ما يجعلنا متفائلين برؤية وزير الإعلام والفريق المميّز الذي يعمل معه في تحقيق إعلام تنموي يعكس الواقع، ويجعل العالم يشاهدون السعودية الجديدة وهي قادمة من المستقبل.