كشفت دراسة علمية حديثة لجامعة كونكورديا في مونتريال أن معدل رمش العين يمكن أن يكون مؤشراً غير لفظي على مدى انتباه الشخص واهتمامه بحديث الطرف الآخر، في دلالة لافتة على قدرة الجسد على التعبير عمّا لا تقوله الكلمات، وفق ما نقلته قناة «روسيا اليوم» عن نتائج بحث نفسي سلوكي.وأوضحت الدراسة أن الأشخاص يميلون إلى زيادة معدل الرمش عندما يكونون أقل تركيزاً أو عند شعورهم بالملل، بينما ينخفض الرمش بشكل ملحوظ عندما يكون الفرد مهتماً بالحديث أو منخرطاً ذهنياً في ما يسمعه. ويرى الباحثون أن هذا السلوك يرتبط بآليات الدماغ في معالجة المعلومات، إذ يقل الرمش تلقائياً عندما يحتاج الدماغ إلى تركيز بصري أعلى.وبيّن فريق البحث أن الرمش لا يقتصر دوره على ترطيب العين فقط، بل يُعد جزءاً من منظومة معقدة تتداخل فيها الإشارات العصبية والانفعالية، ما يجعله أداة دقيقة -وإن كانت غير واعية- للتعبير عن الحالة الذهنية. وأشارت النتائج إلى أن الدماغ يؤخر الرمش في اللحظات التي تتطلب انتباهاً، مثل الاستماع إلى معلومات مهمة أو متابعة تفاصيل مثيرة للاهتمام.كما لفت الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تكون مفيدة في فهم التفاعل الاجتماعي، وتحليل لغة الجسد، وحتى في مجالات مثل التعليم والتواصل المهني، إذ يمكن لمراقبة هذه الإشارات غير اللفظية أن تعطي مؤشرات مبكرة عن تفاعل المستمع أو تشتته.وأكدت الدراسة أن رمش العين سلوك طبيعي لا يمكن التحكم فيه بسهولة، ما يجعله أكثر صدقاً من كثير من الإشارات اللفظية أو الحركية المتعمدة، داعية إلى مزيد من الأبحاث لفهم دوره في التواصل الإنساني بشكل أعمق.