شفق نيوز- أربيل/ السليمانية أقام المكون المسيحي في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، ومحافظة السليمانية، مساء اليوم الأربعاء، مراسم صلاة القداس بمناسبة ذكرى ميلاد "السيد المسيح"، وسط مشاركة من العائلات والوافدين الذين تجمعوا في دور العبادة. وفي أربيل وثقت كاميرا وكالة شفق نيوز، جانباً من إقامة الصلاة وتوافد المصلين في كنيستيّ مار شمعوني، ومار يوسف الواقعتين في قضاء عينكاوة، حيث أظهرت الصور واللقاءات الميدانية تنظيماً للمراسم الدينية التي تضمنت التراتيل والطقوس الخاصة بهذه المناسبة. وفي لقاءات أجرتها شفق نيوز مع الحاضرين، تحدث فريد، أحد المشاركين في القداس، مهنئاً بالعيد ومعتبراً أن "هذه المناسبة تمثل فرصة لترسيخ قيم التعايش"، مشيراً إلى أن "التواجد الكثيف في الكنائس يعكس استقرار الأوضاع في القضاء". من جهتها، ركزت سارة، وهي شابة كانت حاضرة في كنيسة مار يوسف، على الجانب الاجتماعي للهجرة، قائلة لوكالة شفق نيوز: "أمنيتنا الأساسية في هذا العيد هي عودة المغتربين من المسيحيين الذين غادروا البلاد في السنوات الماضية. نأمل أن تتوفر الظروف التي تشجعهم على العودة والاستقرار في مناطقهم الأصلية مجدداً". يُذكر أن قضاء عينكاوة في أربيل يعد من أبرز التجمعات المسيحية في إقليم كوردستان، ويشهد سنوياً إقامة مراسم واسعة لإحياء أعياد الميلاد والمناسبات الدينية المرتبطة بها. في حين أحيت الديانة المسيحية في محافظة السليمانية، مراسم وفعاليات عيد الميلاد المجيد في كنيسة ماري يوسف، بحضور رجال دين ومؤمنين، إلى جانب مشاركة مواطنين من مختلف المكونات، في أجواء عكست روح الفرح والتعايش السلمي. وخلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، قال القس الأب أيمن إن "عيد ميلاد السيد المسيح يمثل مناسبة للسلام والمحبة، ويجسد القيم الإنسانية التي جاء بها المسيح مخلصاً"، داعياً إلى "نبذ العنف وتعزيز التعايش بين جميع أبناء المجتمع". وأضاف أن "الاحتفال بهذه المناسبة في السليمانية يعكس عمق الأخوّة بين المكونات الدينية، ويؤكد أن رسالة المسيح كانت ولا تزال رسالة سلام وحوار واحترام متبادل"، مشيراً إلى أن "كنائس كوردستان ستبقى منابر للدعوة إلى المحبة والتسامح". وفي تصريحات لمراسل وكالة شفق نيوز، قال المواطن المسيحي جوزيف متي إن "إحياء عيد الميلاد وسط هذه الأجواء الآمنة يمنحنا شعوراً بالطمأنينة"، لافتاً إلى أن "مشاركة المسلمين وبقية المكونات في تقديم التهاني تعكس حقيقة التعايش الذي نعيشه في السليمانية". من جانبه، أكد المواطن المسيحي سركيس شمعون أن "عيد الميلاد هو مناسبة لتجديد الأمل"، معتبراً أن "السليمانية تقدم نموذجاً حقيقياً لاحترام التنوع الديني والعيش المشترك". بدوره، قال المواطن المسلم محمد أحمد، للوكالة إن "تهنئة الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد واجب إنساني وأخلاقي"، مبيناً أن "هذه المناسبات تعزز قيم المحبة والسلام بين أبناء المجتمع الواحد". كما أشار المواطن المسلم علي حسن إلى أن "التنوع الديني في السليمانية مصدر قوة وليس اختلافات"، مؤكداً أن "الأعياد الدينية فرصة لترسيخ التعايش ونبذ الكراهية". وتشهد كنائس السليمانية سنوياً إقامة مراسم عيد الميلاد المجيد، وسط مشاركة مجتمعية واسعة، في مشهد يعكس استقرار المحافظة وتنوعها الديني والثقافي.