معاريف: التسلّح التركي أحد الملفات المطروحة في لقاء نتنياهو مع ترامب

ترك برس ذكرت صحيفة "معاريف" العربية أن تزويد الولايات المتحدة الأمريكية لتركيا بمقاتلات متطورة، سيكون أحد الملفات المطروحة على جدول نقاش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نهاية الشهر الجاري. ومؤخرا، قالت وزارة الدفاع التركية، إن أنقرة وواشنطن تبحثان العقوبات الأميركية والعقبات التي تحول دون انضمام أنقرة إلى برنامج الطائرات المقاتلة "إف-35″، لكن لم يتغير شيء فيما يتعلق بحيازتها لمنظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400". ومن جانبه، قال سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، توماس براك، إن العلاقة الإيجابية بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان أفسحت المجال أمام محادثات مثمرة بشأن تزويد أنقرة بمقاتلات "إف-35". وأوضح براك، وهو أيضا مبعوث واشنطن الخاص إلى سوريا، في تدوينة على حسابه على منصة "إكس"، أنهم يواصلون المباحثات مع تركيا بشأن إعادة انضمامها إلى برنامج تصنيع مقاتلات إف-35، وكذلك بشأن امتلاكها منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع "إس-400". ويُنتظر أن يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، الثلاثاء المقبل في ميامي بولاية فلوريدا. وستتركز الأنظار على مخرجات القمة بشأن سبل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة، في ظل أجواء خلاف بين الرئيسين حول عدة نقاط، منها توقيت بدء المرحلة الثانية من الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وطبيعة تشكيل القوة الدولية، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما سيتناول الاجتماع ملفات أخرى شائكة، مثل لبنان وسوريا وإيران، ومستقبل المساعدات الأميركية لإسرائيل، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت". ملفات قالت المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأميركية أنيل شلاين للجزيرة نت إن "خطة ترامب المكونة من 20 نقطة معيبة للغاية، والعديد من جوانبها غير قابلة للتطبيق". وأضافت شلاين، التي تعمل حاليا خبيرة بمعهد كوينسي بواشنطن، أن "القوات العربية لن تكون مستعدة لتولي دور قوة الاحتلال والقيام بمهامه، ولن تكون قادرة على العمل لحفظ السلام وحماية السكان من العدوان الإسرائيلي. كما لا ينبغي للولايات المتحدة أن تتولى هذا الدور"، معتبرة أن هذه المهمة كانت مستحيلة في العراق وأفغانستان، وأن معظم الأميركيين ليست لديهم مصلحة في تكرارها. من ناحية أخرى، سيكون الملف الإيراني على رأس جدول الأعمال التي سيدفع بها نتنياهو خلال اللقاء، وخلال زيارته الحالية لتل أبيب، صرح السيناتور ليندسي غراهام، المعروف بقربه من ترامب وتبنيه للمواقف الإسرائيلية، بأن طهران "لا تزال تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل وعلى مصالح واشنطن في المنطقة، بامتلاكها ترسانة صاروخية قوية وضخمة". وبعد 6 أشهر من تدمير واشنطن منشآت نووية إيرانية، ودعمها الهجمات الإسرائيلية عليها، تجدد الحديث في الولايات المتحدة عن أخطار برنامج الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية الإيرانية. ويستعد نتنياهو وفريقه لإطلاع ترامب على مخاوف تل أبيب من أن طهران توسع برنامجها الصاروخي الباليستي بمساعدة الصين. غير أنه في الوقت ذاته، يدرك ترامب أن الدعم الواسع لإسرائيل تسبب في شرخ عميق يعصف بوحدة تياره اليميني الجمهوري، كما ظهر جليا في فعالية المؤتمر السنوي لمنظمة تشارلي كيرك خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. وقال أسامة خليل، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيرياكوس بولاية نيويورك، للجزيرة نت إن "تحالف ماغا الترامبي يركز بشكل فضفاض على القضايا الاقتصادية ووضع أميركا أولا. ومع ذلك، فقد واجه هذا التيار سياسات ترامب الداعمة بشدة لإسرائيل. ومع الوعود التي قطعها ترامب للمانحين المؤيدين لتل أبيب مثل المليارديرة ميريام أديلسون، فهذا يهز قاعدة تحالفاته السياسية". واعتبر خليل أنه مع مواصلة تقديم إدارة ترامب كميات كبيرة من الدعم الاقتصادي والعسكري لإسرائيل لمواصلة الحرب في غزة وتوسيعها إلى لبنان وسوريا واليمن وإيران، فإن ذلك يتناقض مع ادعاء الرئيس الأميركي بأنه أراد وقف تورط بلاده في مغامرات عسكرية أجنبية، مع إعراب كثير من حلفائه عن انتقادات متزايدة لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، بما في ذلك شخصيات إعلامية مؤثرة في حركة ماغا. مهمة معقدة في إسرائيل، يُنظر إلى اللقاء المرتقب بين ترامب ونتنياهو بوصفه محطة سياسية بالغة الحساسية تأتي في ظل استمرار القصف على قطاع غزة، وتنامي الخلافات بين الطرفين حول ملفات إقليمية مركزية، أبرزها إيران ولبنان وسوريا. وحسب التقديرات الإسرائيلية، يدخل نتنياهو هذا اللقاء وهو يواجه مهمة معقدة دفعت تل أبيب إلى إجراء مناقشات مكثفة على أعلى المستويات السياسية والأمنية، بهدف بلورة موقف موحد ومحاولة إقناع ترامب بتبني الرؤية الإسرائيلية في قضايا تعتبرها إستراتيجية. ويتصدر هذه القضايا مطلب نزع سلاح حركة حماس وحزب الله، وتشديد الموقف من إيران، لا سيما فيما تصفه تل أبيب بتسارع إنتاج الصواريخ الباليستية. في حين تشكك مصادر إسرائيلية في استعداد ترامب لمنح الضوء الأخضر لشن غارات واسعة قد تقود إلى تصعيد إقليمي كبير، سواء في غزة أو إيران. وكتب المحلل العسكري والاستخباراتي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن هذا التردد الأميركي يعكس جوهر الخلاف بين واشنطن وتل أبيب، إذ يفضل ترامب إدارة هذه القضايا بحسابات سياسية أوسع، وتجنب الانزلاق إلى مواجهات عسكرية مفتوحة. وبين سعي نتنياهو للحصول على دعم أميركي حاسم، ورغبة ترامب في كبح التصعيد وفرض أولوياته الخاصة، يبدو اللقاء المرتقب -وفق بن يشاي- محكوما بتوازن دقيق بين الشراكة والخلاف، مما يجعله اختبارا حقيقيا لطبيعة العلاقة بين الجانبين في مرحلة إقليمية شديدة الحساسية. ثمن سياسي من جانبه، يرى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن نتنياهو يسعى لإقناع الرئيس الأميركي بنزع سلاح حماس وحزب الله، والحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، ومواجهة النفوذ الإيراني والتركي، خاصة في سوريا وغزة. وأشار هرئيل إلى تفاؤلٍ إسرائيلي حذر إزاء تقدم الحكومة اللبنانية في نزع سلاح حزب الله، خصوصا في جنوب لبنان، مع احتمال الانتقال إلى مرحلة ثانية شمال نهر الليطاني، على أن يبقى ذلك مرتبطا بالتفاهمات الدولية وموقف واشنطن. وفي ملف غزة، يتركز الخلاف الأساسي على المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، إذ تخشى إسرائيل -وفقا له- من خطوات شكلية لحماس قد تفتح الباب لضغوط دولية للانسحاب، في حين يشترط نتنياهو استعادة جثمان آخر أسير ونزعا فعليا لسلاح الحركة قبل أي تقدم سياسي. وفي المسألة الإيرانية، يقول هرئيل إن تل أبيب تدرك أن ترامب غير متحمس للمواجهة العسكرية ولا يرى طهران أولوية عاجلة للتصعيد، مما يضعف الرهان على ضوء أخضر أميركي لضربة واسعة ويدفع نتنياهو للاعتماد على الضغط السياسي والاستخباراتي بدل الخيار العسكري. من جانبه، وصف المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي آفي بنياهو الملفات المطروحة بأنها "قطيع من الماعز يتجه بهدوء إلى مارالاغو"، في إشارة إلى مقرّ ترامب الخاص في فلوريدا، ملمحا إلى استعداد إسرائيلي لدفع أثمان سياسية وأمنية باهظة خلف هذا الهدوء الظاهري. وأوضح في مقال بصحيفة "معاريف" أن هذه الملفات تشمل كبح رد تل أبيب في غزة وسوريا ولبنان، والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب، واحتمال تزويد تركيا والسعودية بأسلحة متطورة أبرزها مقاتلات "إف-35"، إضافة إلى "منح أنقرة وقطر دورا في غزة وطرح مفاجآت أخرى خلال اللقاء". وحسب بنياهو، سيُظهر ترامب دعما عاطفيا وسياسيا لنتنياهو، وربما يجدد حديثه عن العفو عنه، لكنه لن يكون مجانيا، إذ سيقابله ثمن سياسي وتنازلات واضحة في ظل تحديات إقليمية كبرى.