نظم سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، احتفالا في باريس، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الرابطة الاقتصادية القطرية الفرنسية "كادران"، بحضور أعضاء الرابطة وشركائها وعدد من قيادات قطاع الأعمال القطري والفرنسي. وشكل الاحتفال محطة لاستعراض مسار عقد كامل من التعاون الاقتصادي المتنامي بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، وترسيخ رؤية مشتركة تقوم على الثقة والمصالح المتبادلة. وأكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، أن تأسيس "كادران" عام 2015، جاء بهدف تعزيز الحوار بين مجتمع الأعمال في البلدين، وبناء شراكات تستند إلى الاحترام المتبادل والثقة والمصلحة المشتركة. وأشار إلى أن السنوات العشر الماضية حملت إنجازات ملموسة، من مشاريع اقتصادية ناجحة إلى مبادرات في مجالات الاستدامة والمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، إضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من المناطق الفرنسية التي أسهمت في توسيع مجالات التعاون وفتح آفاق واعدة. وشدد سعادته على أن الرابطة الاقتصادية القطرية الفرنسية باتت نموذجا مؤسسيا فاعلا يعكس أهمية الرؤية التي انطلقت منها الرابطة، مستشهدا بمقولة جان مونيه، السياسي الفرنسي الذي قاد حركة توحيد أوروبا في الخمسينيات: "لا شيء ممكن من دون رجال، ولا شيء دائم من دون مؤسسات". وأوضح أن التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة تتطلب تعاونا وثيقا بين الشركاء وأن التجربة القطرية ـ الفرنسية عبر "كادران"، أثبتت قدرة الجانبين على صياغة مسار مشترك يجمع بين روح المبادرة والمسؤولية والابتكار. كما أعرب سعادته عن تقديره لجميع أعضاء الرابطة وشركائها، مؤكدا أن التزامهم كان عاملا أساسيا في نجاحها وتطورها، ومعبرا عن أمله بأن تحمل السنوات المقبلة فرصا إضافية لتعزيز العمل المشترك وتحقيق المزيد من الإنجازات. من جهتها، أكدت السيدة ناتالي ديمول رئيسة رابطة "كادران"، والسيد برونو كورتين العضو المؤسس في الرابطة، على الدور المحوري الذي تضطلع به الرابطة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية. وأشارا إلى أن احتفال الذكرى العاشرة يشكل شاهدا على ما أثمرته "كادران" على مدى عقد كامل من الزمن، من خلال بناء جسور تعاون فعالة بين كبرى الشركات والمشاريع المتوسطة والصغيرة في البلدين، وفي قطاعات متنوعة، بما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية وتنوعها. وفي السياق، أكد أبرز الشركاء الاستراتيجيين في مسار التعاون الاقتصادي بين قطر وفرنسا، لا سيما السيد باتريك بويانيه، رئيس مجموعة "توتال إنرجيز"، والسيد أرنو بييتون، رئيس مجموعة "تكنيب إنرجيز"، أهمية الدور الذي تلعبه الشركات ذات الرؤية طويلة الأمد في دعم التحول في مجال الطاقة، وتطوير المشاريع المشتركة بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة، ودعم الابتكار، وترسيخ شراكات مستدامة تخدم مصالح البلدين على المدى البعيد. وبمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة على إطلاقها، نظمت "كادران" مزادا خيريا يعود ريعه لصالح جمعية Autisme France، في خطوة تعكس الاهتمام الذي توليه دولة قطر للمبادرات والأبحاث الموجهة لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وتعزيز تعاونها مع المؤسسات الفرنسية العاملة في هذا المجال الإنساني الحيوي. واختتمت الأمسية بتجديد التأكيد على التزام "كادران" بمواصلة رسالتها في توثيق الروابط الاقتصادية بين البلدين، وبناء شراكات تحمل قيما إيجابية وتسهم في تنمية العلاقات القطرية الفرنسية خلال العقد المقبل.