خاص _ قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن سقوط أو إسقاط طائرة رئيس الأركان الليبي محمد الحداد ومدير التصنيع العسكري وقائد القوات البرية الليبي يتشابه، من حيث ظروف الطقس وطبيعة الأرض، مع حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الظروف المحلية. وأوضح أبو زيد أن ليبيا تعيش حالة انقسام حاد؛ إذ تسيطر قوات الجنرال خليفة حفتر المدعومة روسيًا على ما يُعرف بالمثلث النفطي شرقًا، فيما تسيطر الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا ومقرها طرابلس والمدعومة تركيًا غربًا، وبين الطرفين أطراف دولية، من بينها إسرائيل، المستفيدة من حالة الانقسام الليبي عبر مشروع ESTMED لنقل النفط والغاز إلى أوروبا. وأضاف أبو زيد لـ«الأردن 24» أن شخصية رئيس الأركان الليبي الجنرال محمد الحداد كانت محل توافق محلي، كونه يحمل مشروع توحيد ليبيا بجيش واحد وحكومة واحدة، وهو ما يزعج الأطراف المستفيدة اقتصاديًا من استمرار الانقسام. وأشار أبو زيد إلى أن الطائرة من طراز فالكون 50 فرنسية الصنع وقديمة، إذ يبلغ عمرها نحو 37 عامًا، ما يفتح باب التساؤلات. وقال إنه في حال استبعاد الخلل الفني، فإن المستفيدين من إسقاط الطائرة هم الأطراف المتضررة من مشروع توحيد ليبيا، وعلى رأسها روسيا وإسرائيل؛ إذ إن نجاح مشروع الحداد كان سيعني خسارة النفوذ الروسي في المتوسط، لا سيما بعد تراجع الحضور الروسي في سوريا، إضافة إلى إرباك المصالح الإسرائيلية المرتبطة بمشاريع الطاقة في المنطقة. وختم أبو زيد بالتأكيد على أن الرابح الأكبر من مقتل شخصية وطنية مثل محمد الحداد هي القوى المستفيدة من الانقسام الليبي، فيما يبقى الخاسر الأكبر هو الشعب الليبي الذي فقد فرصة حقيقية لمشروع توحيد البلاد. وأثار سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي محمد الحداد جدلًا واسعًا حول ما إذا كان الحادث عرضيًا أم نتيجة عمل مدبّر، في ظل تعقيدات المشهد الليبي وتشابك المصالح الإقليمية والدولية. .