تكريم 12 فائزًا من 163 مبادرة تطوعية.. «تعزيز» تختتم دورتها الثالثة باحتفاء وطني

واصلت جائزة تعزيز للعمل التطوعي حضورها الفاعل في دعم وتمكين العمل التطوعي، باختتام فعاليات دورتها الثالثة مساء أمس الأول، في حفل احتفائي عكس المكانة المتنامية للجائزة بوصفها إحدى المبادرات الوطنية الرائدة في تحفيز العطاء المنظم وتعزيز الأثر المجتمعي المستدام، وجسّد روح الانتماء المجتمعي والتكافل الإنساني.

وأقيم الحفل بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة، ورئيس مجلس إدارة جمعية خيركم لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه بمنطقة مكة المكرمة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي، وبمشاركة واسعة من المتطوعين والمتطوعات، إلى جانب رعاية كريمة من عدد من الشركات والمؤسسات الوطنية، في مشهد عكس تكامل الأدوار بين القطاع غير الربحي والجهات الداعمة، وأكد أهمية الشراكات المجتمعية في دعم المبادرات التطوعية.

تكريم الأفراد والفرق التطوعية

وشهدت الفعالية تكريم نخبة من الأفراد والفرق التطوعية المتميزة في مجالات متعددة، تقديرًا لإسهاماتهم النوعية في خدمة المجتمع، ودورهم في تعزيز ثقافة التطوع المستدام، وتحويل المبادرات الإنسانية إلى مشاريع ذات أثر ملموس، بما يعكس الاهتمام المتزايد بالعمل التطوعي بوصفه أحد الركائز الأساسية للتنمية الاجتماعية وبناء المجتمعات الحيوية.

وأكد منظمو الجائزة أن الدعم النوعي الذي قدمته الجهات الراعية أسهم في إنجاح الحدث، مشيرين إلى أن هذا التفاعل يعكس وعيًا متناميًا بأهمية تمكين المبادرات المجتمعية، وتعزيز دور المتطوعين في مواجهة التحديات الاجتماعية، والمساهمة في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتكافلًا واستدامة.

وعبّر عدد من المتطوعين المكرمين عن فخرهم واعتزازهم بهذا التكريم، مؤكدين أن جائزة «تعزيز» تمثل حافزًا قويًا لمواصلة العطاء، وتطوير المبادرات التطوعية، والمشاركة الفاعلة في تحقيق مستهدفات التنمية الوطنية، مشيرين إلى أن الاحتفاء بالجهود التطوعية يسهم في رفع جودة الأداء وتعزيز الاستمرارية في العمل المجتمعي.

دعم منظومة العمل التطوعي

ويأتي تنظيم الجائزة ضمن توجه استراتيجي يهدف إلى دعم منظومة العمل التطوعي، وتحفيز المبادرات النوعية، وتعزيز ثقافة العطاء المؤسسي، من خلال إبراز النماذج الملهمة التي نجحت في تحويل الأفكار التطوعية إلى مشاريع مجتمعية مؤثرة ذات قيمة مضافة، تسهم في خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته.

من جهتها، أكدت رئيسة الجمعية الفيصلية ورئيسة اللجنة المنظمة للجائزة الأستاذة خيرية محمد نور رحيمي، في كلمتها خلال الحفل، أن جائزة «تعزيز» تمثل امتدادًا لنهج راسخ في دعم العمل التطوعي، مشيرة إلى أن العمل التطوعي يُعد ركيزة أساسية من ركائز التنمية المستدامة، وأحد الممكنات الرئيسة للتحول الوطني في القطاع غير الربحي، بما يسهم في بناء مجتمع مترابط ومتكاتف.

وأضافت أن المتطوعين والمتطوعات يشكلون عنصرًا محوريًا في تحقيق الأثر الاجتماعي المستدام، من خلال مبادرات نوعية تستجيب لاحتياجات المجتمع وتواكب تطلعاته، وتسهم في ترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية والعمل المنظم.

تنوع المبادرات وتعدد المجالات

وشهدت الجائزة مشاركات واسعة من مختلف مناطق المملكة، عكست تنوع المبادرات المقدمة وتعدد مجالاتها، التي شملت التمكين الاجتماعي، والتنمية المجتمعية، ودعم الفئات المستحقة، بما يتوافق مع مستهدفات التنمية الوطنية ويعزز من جودة الحياة.

وأظهرت الإحصاءات الخاصة بالدورة الثالثة حجم التفاعل الكبير مع الجائزة، حيث بلغ عدد مشاهدات الإعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي أكثر من مليون ومئتي ألف مشاهدة، فيما بلغ عدد النقرات على الإعلانات أكثر من سبعة آلاف نقرة، ووصل عدد زوار منصة الجائزة إلى أكثر من ألفين وخمسمئة زائر، كما تقدم للجائزة 163 مبادرة تطوعية، نتج عنها 35 مبادرة مؤهلة، و21 مبادرة متميزة، على أن يتم تكريم 12 فائزًا من مختلف الفئات.

وشملت فئات التكريم الأفراد والفرق التطوعية والمؤسسات التعليمية والكليات والجامعات، إضافة إلى الجهات الحكومية والخاصة، في تأكيد على شمولية الجائزة وحرصها على إبراز مختلف أوجه العمل التطوعي المؤثر في المجتمع.

وتخلل الحفل تكريم الفائزين بجائزة «تعزيز» في دورتها الثالثة، إلى جانب تكريم عدد من السيدات الرائدات في العمل التطوعي الخيري، تقديرًا لعطائهن الممتد عبر سنوات طويلة، وإسهاماتهن البارزة في خدمة المجتمع وترسيخ قيم العمل التطوعي، حيث جسّد هذا التكريم وفاء الجائزة للرواد والملهمين في ميادين العمل الخيري.

وجسدت جائزة «تعزيز» في دورتها الثالثة نموذجًا متقدمًا للشراكة المجتمعية، من خلال مشاركات متميزة لأفراد وفرق تطوعية وجهات تعليمية وقطاعات حكومية وخاصة، أسهمت جميعها في تعزيز ثقافة التطوع وترسيخ قيم العطاء والعمل المؤسسي، وتأكيد دور التطوع كأحد ركائز التنمية المستدامة، وانسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.