شفق نيوز- متابعة خلُص تقرير صحفي، نُشر مساء اليوم الخميس، إلى أن عام 2025 كشف عن حقائق مؤلمة للاتحاد الأوروبي، تتمثّل بالعلاقة التجارية المضطربة مع الولايات المتحدة، واعتماده المفرط على المظلة الأمنية الأميركية، وضعف وحدته الداخلية في مواجهة الضغوط الخارجية. وأشار التقرير الذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، إلى أن العواقب الاقتصادية لهذا العام ستستغرق سنوات لتتبلور بالكامل، لكن الأثر قصير المدى يتمثل بكون أوروبا مضطرة الآن لمواجهة واقعها الجديد والبحث عن بدائل استراتيجية في عالم لم يعد فيه الحليف الأمريكي التقليدي موثوقًا كما كان. وأشار التقرير الذي نشره موقع إرم نيوز، إلى أن عام 2025 شهد علاقة تجارية مضطربة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلى الرسوم الجمركية منذ قرن، وسط حملة من الانتقادات اللاذعة للقارة العجوز، ما دفع أوروبا لقبول صفقة تجارية أحادية الجانب تحت ضغط هائل. وذهب التقرير إلى أن واشنطن تربط خفض الرسوم الجمركية على أوروبا بما وصفها بـ"القواعد الرقمية"، حيث افتتح ترمب ولايته الثانية بوصف الاتحاد الأوروبي بأنه "فظاعة" تجارية، زاعماً أنه أُنشئ "لخداع" الأميركيين. ومع فرضه رسوماً جمركية غير مسبوقة، وصف ترمب أوروبا بأنها "مثيرة للشفقة"، وختم العام بانتقادات لضعف القارة وتدهورها. وعلى الرغم من هذه الهجمات اللفظية المتواصلة، اضطرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للسفر إلى منتجع ترامب للغولف في إسكتلندا؛ لإبرام صفقة تجارية منحازة ستلحق أضراراً جسيمة بالمصدرين الأوروبيين، حيث ظهرت مبتسمة في الصور الرسمية رافعة إبهامها بجانب الرئيس الأميركي. ووضع التقرير تسلسلاً زمنياً للأزمة، بدءاً من شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من العام الحالي، حيث بدأت "التهديدات الأولى" مع عودة ترمب للبيت الأبيض، حيث بدأ الشركاء التجاريون الأميركيون في وضع استراتيجيات مواجهة. واشار التقرير، إلى أن الفكرة الرئيسة كانت "التصعيد لإجبار الطرف الآخر على التراجع"، وهو نهج شوهد لاحقاً في صراعات ترمب مع الصين وكندا، لكن الاتحاد الأوروبي لم يجرؤ على التصعيد. وحاول الاتحاد تعزيز علاقاته التجارية مع شركاء آخرين كالمكسيك وكتلة ميركوسور اللاتينية، وعندما أعاد ترمب فرض رسوم على الصلب والألمنيوم، تعهدت فون دير لاين برد "حازم ومتناسب"، لكن التهديدات بقيت على الورق. وفي شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل قال التقرير إنهما شهدا "يوم التحرير"، بعد أن فرضت أميركا رسوماً جمركية على الرقائق الصينية، ففي خطوة دراماتيكية، أعلن ترامب ما أسماه "يوم التحرير" في حديقة البيت الأبيض، فارضاً رسوماً جمركية "متبادلة" بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياه بأنه "يسرقنا" وأن ذلك "محزن ومثير للشفقة". كان رد فون دير لاين في الصباح التالي ضعيفاً، حيث اكتفت بالقول إن الاتحاد "مستعد للرد"، السبب؟ عدم قدرة الدول الأعضاء الـ27 على الاتفاق على استخدام الأدوات التجارية المتاحة. وعلى الرغم من ذلك، أعد الاتحاد قوائم انتقامية تستهدف منتجات من ولايات يحكمها حلفاء ترمب الجمهوريون، بما في ذلك الشاحنات والسجائر والآيس كريم. وتوسّعت قوائم الرد الأوروبية في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو حيث بدأ البحث عن بدائل، لتشمل الطائرات والسيارات في هجوم مضاد بقيمة 100 مليار يورو، لكنه ظل حبراً على ورق. في الوقت نفسه، كثّف الاتحاد اتصالاته مع تجمّع تجاري في المحيط الهادئ، وطرحت فون دير لاين فكرة نادٍ تجاري عالمي بدون الولايات المتحدة. وفي قمة مجموعة السبع بكندا، تحوّلت الأجواء إلى "الستة ضد ترمب"، حيث حاول القادة إيجاد أرضية مشتركة معه بشأن روسيا والصين على الرغم من الرسوم الجمركية المؤلمة. وكان شهر تموز/يوليو هو شهر الاستسلام في تيرنبري، حيث حذّرت الصين من "عواقب مدمرة" على الاقتصاد العالمي بسبب خطر الرسوم الجمركية. ومع اقتراب موعد ترمب النهائي في 9 يوليو/ تموز، كشف انعدام الوحدة بين الدول الأعضاء ضعف موقف الاتحاد التفاوضي. وعندما انتقل ترمب إلى إسكتلندا لقضاء عطلة نهاية أسبوع للغولف، طارت فون دير لاين للقائه في منتجع تيرنبري لإبرام صفقة تاريخية لكن أحادية الجانب. قالت فون دير لاين وقتها: "كان علينا القيام برفع أحمال ثقيلة"، مؤكدة أن الرسم الجمركي بنسبة 15% سيكون سقفاً، وهو أعلى بكثير مما كانت أوروبا تخشاه في بداية ولاية ترمب. وأشار التقرير، إلى أن الفترة من آب/أغسطس إلى كانون الأول/ديسمبر، تخللتها تداعيات مريرة، حيث توجّهت فون دير لاين إلى إسكتلندا لإجراء محادثات مع ترمب، وسرعان ما تصاعدت الانتقادات بأن الاتحاد قبل صفقة سيئة، دافع القادة الأوروبيون عنها باعتبارها الأفضل الممكن نظراً لاعتماد أوروبا على الولايات المتحدة لضمان أمنها، لكن بدأ الإدراك البطيء بأن إذلال أوروبا قد يكون عميقاً وطويل الأمد. ولم يكتفِ الاتحاد بالخروج خاسراً من صفقة تيرنبري فحسب، بل ضحى وفقاً للتقرير أيضاً بالتزامه طويل الأمد بالتجارة القائمة على القواعد مقابل دعم ترمب غير المؤكد لأوكرانيا. استمر ترامب في الضغط على أوروبا حتى نهاية العام وفقاً للتقرير، مستهدفاً الضرائب الرقمية واللوائح التنظيمية التي يراها تمييزية، فيما زار وزير التجارة الأميركي بروكسل في نوفمبر مطالباً بتنازلات بشأن التنظيم الرقمي مقابل تخفيف محتمل للرسوم على الصلب، وهو ما وصفته المفوضة الأوروبية للمنافسة تيريزا ريبيرا بـ"الابتزاز".