فات قطار الزواج (أبو منقبه) أغواه الهوى، واستهلكته المساري، في الغداري ما حد داري، استذرى أنداده، وهو بكرة إلا بعده، وبعدما شِبع غوى، وعزم يخطب؛ ما لقي في قريته بنت حلال، ترشّق قهوته، وتسقيه دواه، وتزهّب غداه وعشاه، وتدفّي شِتاه، وتذراه وتمكّن عُراه. شاور أهل العِرف، فقالوا؛ وش غرّك من عمرك، يوم ما عاد تلقى السفّافه افتكرتْ النُكح؟.تودّد لأرملة، عاقر، بين بيته وبيتها مدماك صخري، وكلما لمحها تنشر غسيلها، فوق حبل معقود طرف منه في أصياخ البداية؛ والطرف الثاني في وتد بالمدماك، وتمقّل كحلتها المثخّنة؛ دلدل عليها نصّ عمره، وبدع (يا راع الدلع وش تدّلِع به، ويا ليلٍ سرى واشتد لعبه) ومرّة تخزره بعينها، ومرّة ما تلقيه الوجه الراضي، وغيّر القصايد، بقصص بطولاته وغزواته؛ يوم كان في وردة شبابه، وكيف كان يعلّق البندق المنيمس في إبهامه، وأنه كان يضرّط البعارين إذا ركب على الصعب، ردّت عليه «وش ينبغى بالعُمر لا مات أوّله» فاعتزى بنفسه قائلاً (أبو منقبه) وأضاف؛ يفداك من مات أوّله، وأقسم لو يُلزّ بدماغه في رصّ بيتها ليهده، ولو يميل الزافر ليشتال السواري فوق منكبيه؛ فانفرجت أساريرها، وطلبت منه يفلح لأخيها (نكدان) نشدها وين ألقاه؟ قالت؛ هبّاط أسواق؛ مدوّر أرزاق؛ يمشي حافي، ولا يرزاه لا مطر ولا سافي، فقال؛ أبشري بي.أوّل ما شافه قال (إذا شفته حافي قُل يا كافي) ردّ عليه؛ حافي رِجل شبعان عقل، علّق ؛ ونعم يا الرحيم؛ فالتفت له ونشده؛ منين جيت لي رحيم لا رِحمت، فطلب منه مُلزمة الله، و(نكدان) ما هو دون شيء، ما ينقرب من عرينه؛ ولا ينداس في جرينه ولا يذرّى في مصبّره؛ ساومه على بلاد وزناد؛ وكلما سمع منه طمعة يردّ (ليتك تعوّد حُناشه يا خشب بيتنا) والحافي يرد عليه (ولا يقل للمعاون يا آخ شبيتنا).يوم عقد القِران؛ طلب منه الفقيه يردد معه «استنكحتها» فما ضبطها؛ وقال؛ «أنكس تحتها» فتضاحكوا وقال رحيمه؛ نكسوك على قُرنتك إلين توصل الماء الصامط، تروّحها على شاة؛ فقال (نكدان) الذي حلّ مع أخته في بيت الرحيم، زد في القرى وادع الجماعة؛ فردّ عليه؛ هوّه ما خذتها وسرّها مصرور، قد فتقه الفاني الله واليها، وصار (نكدان) يتحكّم في المدخال، ويبيع ويشتري في حلال رحيمه، وفي يوم طابت نفسه؛ ووصلت معه كيس التنباك، فقال؛ يا متبلعة الذرعان، انتي ما تقرين في بيتك، كن في خوشك لهايبي، وبطنك كما الركيب المنصلق، ورفع الصوت بالنشيد (وآخوك ركّب بالسواني فوق بيري، ما يعقّل واشغل البير، يدرج على مهله وكن البير بيره) ونشدها؛ بيحيل آخوك عنّي في سعة ربي؛ وإلا صرمت حبلك وحبله! فقالت؛ وتصخاني؟ قال؛ صخيت أمي وآبي قبلك.انفك منها، ومن أخوها، ولازم الفقيه كم يوم، وفتّح له أنظار، وأعاره الحمار؛ ودلّه على كم بيت في قرى الشاميّة واليمانيّة؛ وأوصاه؛ تهجّر وعلى سعتك، وإذا رزّيت عينك عوّد عليّه؛ وابشر باللي يقضي لزومك، خذ له مرة وافية؛ وسلتت له ثلاثة ورا بعضهم، وكل ما حد بارك له يقول؛ أبشركم معي مخلوقة كما الدجاجة اللي تبيّض وتحضّن وتفرّخ بدون ديك، وإن انسدحت ما قامت؛ وإن قعدت ما تلحلحت، وحليل من قعد في حراها.دخله الشكك فطلّقها، وخلاها وعيالها في البيت، وانتقل لبيت شقيقته في قبيلة مشرّقة، وعندما نشدته عن حاله؛ أجابها؛ من شاف حالي ما شبرني؛ ولكن ودّي بعروس، معها فلوس وأهلها أهل ناموس، فقالت؛ من حلاتك، وإلا من صومك وصلاتك، وإلا من مرزقك وغلاتك، الله لا يدخِل الكلب المسيد، وأضافت؛ من جرف يا صديقي في دحديره؛ وصدحت (يا خوي عنيت نفسك في حلال تصاليه، دخيلك ارتاح من رعي الغنم والبهامه) فطلب الشاهي، وعمّر الغليون؛ وبدع؛ (يا ساق حيّرتني للمُحقره ولقيتها).