سر الجاذبية في العلاقات العاطفية

اكتشف علماء النفس أن استعداد الفرد للدفاع عن شريكه المحتمل في المواقف الخطرة يلعب دورا أهم من قوته البدنية في تحديد قدرة الحماية. وأشارت الدراسة إلى أن هذه التفضيلات متأصلة في تاريخ التطور البشري، ولا تزال قائمة حتى في المجتمعات الحديثة التي تتمتع بأمان نسبي. ففي معظم مراحل التاريخ، كان العنف يمثل تهديدا دائما، وكان البقاء يعتمد على دعم دائرة مقربة من العائلة والأصدقاء والشريك، ما جعل التطور يشكل إحساسا ليس بقوة الحليف البدنية، بقدر استعداده للمخاطرة بنفسه لحماية الآخرين. وحرص الباحثون على الفصل بين عاملين غالبا ما يُخلط بينهما: القدرة على المقاومة البدنية والدافع للدفاع عن الآخر. وفي سلسلة من التجارب، قرأ أكثر من أربعة آلاف مشارك سيناريوهات تعرض فيها لشخص معتد، حيث تدخل شريك أو صديق قريب، أو تراجع، أو بقي غافلا عن الخطر، مع وصف "الشريك" بأنه ضعيف البنية أو متوسط أو قوي. وأظهرت النتائج أن مجرد الاستعداد للحماية يزيد بشكل كبير من جاذبية الشخص، سواء كصديق أو كشريك عاطفي، بغض النظر عن قوته البدنية. وكان رفض التدخل يُعتبر أمرا سلبيا للغاية، وكانت ردود النساء قاسية بشكل خاص عند تقييم الرجال، إذ كاد التردد في الحماية أن يقلل جاذبيتهم تماما. كما تبين أن محاولة الحماية، حتى إن لم تنجح، حظيت بتقييم أعلى بكثير من الانسحاب. فالنتيجة الفعلية للنزاع كانت أقل أهمية من إظهار الالتزام والاستعداد لتحمل المخاطر، ما يشير إلى أن الإشارة الأساسية لجاذبية الشريك هي الاستعداد للمخاطرة لحماية الآخرين، وليس نجاحه في منع الضرر. نشرت الدراسة في مجلة Evolution and Human Behavior. المصدر: gazeta.ru .