منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة، تراوحت مقارباته تجاه إسرائيل بين معاملة استثنائية وضغوط حقيقية وانتهاج إستراتيجية قائمة أكثر على عقد الصفقات. وبدأ ترامب ومساعدوه بداية واعدة حين ساعدوا في الضغط على نتنياهو لقبول مقترح وقف إطلاق النار الذي طرحته إدارة بايدن في كانون الثاني (يناير) 2025. لكن الإدارة الجديدة أمضت الأشهر القليلة التالية عملياً في تفويض سياستها في الشرق الأوسط لإسرائيل. وبعد بدء وقف إطلاق النار في كانون الثاني (يناير) لم يبذل مساعدو ترامب أي جهد لإقناع نتنياهو بالمشاركة في المفاوضات لتمديد الهدنة إلى ما بعد المرحلة الأولى. وعندما قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي من جانب واحد كسر وقف إطلاق النار في آذار (مارس) بسلسلة من الغارات الجوية، أيد ترامب الهجمات الإسرائيلية. وبدلاً من الضغط على إسرائيل لزيادة إيصال المساعدات إلى أقصى حد ممكن، التزمت الإدارة الصمت بينما فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً كارثياً على غزة لأكثر من شهرين، وهي خطوة أدت في النهاية إلى إغراق جزء من القطاع في المجاعة، وعندما رفعت إسرائيل الحصار في أيار (مايو) بعد اعتراضات أميركية متأخرة، ساعدت إدارة ترامب في إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات لتحل محل النظام القائم الذي تقوده الأمم المتحدة. وقد أجبرت هذه الآلية الجديدة التي اضطر نتنياهو نفسه للاعتراف بأنها "غير فعالة" خلال مقابلة مع "فوكس نيوز" في أيلول (سبتمبر)، عدداً كبيراً من الفلسطينيين الجائعين على قطع مسافات طويلة للوصول إلى واحد من أربعة مواقع فقط لتوزيع الطعام، حيث قُتل أكثر من 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة.