ديسمبر 2025... شهر الإخفاق للكرة البحرينية

شكّل شهر ديسمبر 2025 محطة مؤلمة في مسيرة الكرة البحرينية، بعد سلسلة من الإخفاقات التي طالت المنتخبات الوطنية والأندية، وأعادت إلى الواجهة كثيراً من علامات الاستفهام حول واقع التخطيط والعمل الإداري والفني في منظومة كرة القدم بالمملكة. إخفاق المنتخب الوطني  بدأت خيبة الأمل بخروج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من دور المجموعات لبطولة كأس العرب التي أقيمت في دولة قطر، حيث اكتفى المنتخب بفوز وحيد مقابل خسارتين، ليودّع البطولة مبكراً في مشاركة كانت الآمال معلّقة عليها لتقديم صورة أفضل، سواء من حيث النتائج أو المستوى الفني. هذا الخروج كشف عن حالة عدم الاستقرار التي يعيشها المنتخب، وغياب الهوية الفنية الواضحة، إضافة إلى ضعف التحضير مقارنة بالمنتخبات الأخرى التي دخلت البطولة ببرامج إعداد طويلة وواضحة الأهداف. دوري أبطال آسيا 2 ولم تتوقف الإخفاقات عند المنتخب الوطني، بل امتدت إلى مشاركات الأندية، حيث ودّع فريقا المحرق والخالدية منافسات دوري أبطال آسيا 2، رغم أن كليهما كان قريباً جداً من التأهل إلى المرحلة الثانية، وبفارق خطوة واحدة فقط. هذا الخروج المؤلم يعكس فجوة واضحة بين الطموح والواقع، ويطرح تساؤلات حول جاهزية الفرق للمنافسة القارية، سواء من ناحية الإعداد البدني، أو الخيارات الفنية، أو حتى إدارة المباريات الحاسمة التي تحتاج إلى خبرة وهدوء وتركيز عالٍ. غياب التخطيط السليم تتعدد أسباب هذا الإخفاق، إلا أن غياب التخطيط السليم يبقى في مقدمة العوامل المؤثرة. فالتخطيط في كرة القدم لا يقتصر على المشاركة في البطولات، بل يبدأ من رسم استراتيجية واضحة طويلة المدى تشمل: الاستقرار الفني وعدم التغيير المتكرر. إعداد اللاعبين بدنياً وذهنياً بالشكل المناسب. تطوير المسابقات المحلية لرفع مستوى التنافس. حسن اختيار العناصر القادرة على تمثيل الكرة البحرينية قارياً ودولياً.  إن الاعتماد على الحلول المؤقتة وردود الأفعال السريعة بعد كل إخفاق، دون معالجة جذرية، يكرّس دائرة التراجع ويمنع تحقيق تطور حقيقي ومستدام. الحاجة إلى مراجعة شاملة ما حدث في ديسمبر 2025 يجب ألا يُنظر إليه كإخفاق عابر، بل كجرس إنذار حقيقي يستوجب مراجعة شاملة للمنظومة الكروية، تبدأ من التخطيط الإداري، مروراً بالعمل الفني، وانتهاءً بثقافة المنافسة والاحتراف. فالكرة البحرينية تمتلك المواهب والإمكانات، لكنها تحتاج إلى رؤية واضحة، وعمل مؤسسي منظم، وإيمان بأن النجاح لا يأتي صدفة، بل نتيجة تخطيط سليم وصبر واستمرارية. إذاً، يبقى ديسمبر 2025 شهراً قاسياً في ذاكرة الكرة البحرينية، لكنه قد يتحول إلى نقطة انطلاق جديدة إذا ما أُحسن استثماره في تصحيح المسار. فالإخفاق ليس نهاية الطريق، بل بداية حقيقية للتغيير، متى ما وُجد التخطيط الصحيح والإرادة الجادة للعودة إلى المنافسة وتحقيق الطموحات.