حين تنزل الوزارة إلى الميدان.. مدرسة البدور في إدارة الصحة

أولا ومن باب الأمانة من يعرفني يدرك يقينا أنني لم أكن يوما من المادحين ولا من المصفقين لأي وزير وما أكتبه هنا ليس ثناء ولا مجاملة بل شهادة حق أدلي بها كما هي. لطالما عرفت وزارة الصحة بوصفها جهة إدارية تشرف على المراكز الصحية والمستشفيات غير أن الواقع اليوم كشف بعدا أعمق لدورها يتمثل في المتابعة الحقيقية لصحة المواطن وهو ما تجسد بوضوح منذ أن أسندت الحقيبة لرجل بحجم الدكتور ابراهيم  البدور، رجل دمث الخلق مهني الأداء وعملي الحضور في الميدان. فمنذ تسلمه مهام الوزارة، لم يكن غائبا عن التفاصيل، متنقلا بين المستشفيات والمراكز الصحية، متابعا للأطباء والعاملين لا يكتفي بالجلوس خلف المكاتب ولا يلوذ بإصدار الأوامر، بل ينزل إلى الميدان بنفسه وكان آخر ذلك زيارته الليلية المفاجئة لطوارئ مستشفى السلط الحكومي. إن البدور نموذج نحن بأمس الحاجة إليه في هذه المرحلة الدقيقة؛ قريب من الجميع منفتح على الإعلام واضح الخطاب، صادق السعي في التغيير والتطوير وما أكتبه هنا ليس دفاعا عن شخص ولا تلميعا لمسؤول فأنا لا أعرف الرجل لكنها كلمة حق وإنصاف لما رأيته وتجربة إدارية تستحق أن تتخذ مثالا إذ لم نشهد منذ سنوات وزيرا لهذه الحقيبة يتحرك بهذا القدر من الجدية والمسؤولية والمصداقية. إنها مدرسة في العمل العام، مدرسة تقول إن المسؤولية ليست منصبا للراحة ولا امتيازا للجلوس تحت المكيفات، بل أمانة ثقيلة تستوجب الجهد والميدان والمتابعة وهي مدرسة أحوج ما تكون بعض الوزارات الأخرى إلى التعلم منها، فالمناصب لا تخلد أصحابها وإنما يخلدهم العمل الصادق وحده. .