كونسيساو مدرب «الاختراعات».. آخرتها معاك؟

تفاءلت جماهير الاتحاد كثيراً بالتعاقد مع المدرب كونسيساو، واعتبرته خطوة مفصلية لمرحلة جديدة، خصوصاً بعد رحيل المدرب السابق بلان، رغم تحقيقه بطولتين رأت الجماهير أن الفضل الأكبر فيهما يعود لقوة المدرج الاتحادي، وللقائد كريم بنزيما وزملائه اللاعبين داخل الملعب.-في البداية، ساد خطاب يدعو إلى التريث وعدم الاستعجال في الحكم على المدرب الجديد، ومنحه الوقت الكافي لفهم الفريق وإمكانات لاعبيه. غير أن هذا المنطق، ورغم وجاهته نظرياً، لم يعد مبرراً في كرة القدم الحديثة، حيث تتوفر للمدربين اليوم أدوات تحليل متقدمة، وبيانات دقيقة، ومقاطع مصورة شاملة تتيح قراءة الفريق والمنافسين في زمن قياسي.-ومع تصاعد الثقة الجماهيرية، فوجئت جماهير الاتحاد بتكرار خيارات فنية غير مفهومة في مباريات مفصلية، سواء في منافسات الدوري أو دوري النخبة الآسيوي. اجتهادات متكررة، وتغييرات مفاجئة، ورهانات فنية لم تُبنَ على واقع الملعب بقدر ما بدت أقرب إلى مغامرات غير محسوبة، انعكست سلباً على النتائج والأداء معاً أستطيع وصفها بـ«الاختراعات» وفلسفة مدرب متهور.-الأخطر من ذلك أن هذه الاختراعات لم تكن استثناءً عابراً، بل تحولت إلى نمط متكرر، دون مؤشرات واضحة على الاستفادة من الدروس السابقة، في وقت بات فيه واضحاً أن مدربي الفرق المنافسة يقرأون الاتحاد جيداً، ويستثمرون هذه الثغرات بفعالية.-أخيراً، رسالتي للمدرب القدير كونسيساو واضحة وصريحة: جماهير الاتحاد منحتك ثقة كبيرة، وهذه الثقة ليست مفتوحة بلا سقف. استمرار الإصرار على خيارات فنية غير منضبطة قد يفقدك هذه الثقة سريعاً، ويقود اختراعاتك إلى طريق واحد لا يحتمل التأويل، وهو الرحيل دون مكاسب، ودون فرصة حقيقية للاستمرار، وتأمل منك استثمارها وتنتظر«آخرتها معاك» في المرحلة المقبلة بدءاً من مباراة هذا المساء أمام فريق الشباب.