ليس ما تكشفه استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة حول تهديدات دول الجوار والقلق المتزايد من إيران أو تدهور المكانة الدولية للاحتلال سوى جزء من سردية سياسية أمنية مُدارة بعناية، ولا تعكس بالضرورة حقيقة موازين القوة أو طبيعة العلاقات الإقليمية الفعلية، بقدر ما تعكس حاجة إسرائيلية داخلية وخارجية لإعادة إنتاج الخوف بوصفه أداة حكم، وذريعة استراتيجية، وجسر عبور نحو حرب لم يُتخذ قرارها في تل أبيب بعد، بل في واشنطن.