ترك برس أفرد الإعلام العبري مساحة واسعة لزيارة الوفد التركي رفيع المستوى إلى دمشق، أمس الاثنين، ولقائه بكبار شخصيات الدولة السورية، محذراً من "جبهة جديدة أكثر خطورة على إسـ،ـ.ـرائيل". وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية أن الاجتماعات الأخيرة بين المسؤولين الأتراك والسوريين في دمشق، تُعد مؤشراً على تشكيل "جبهة تركية جديدة" أكثر خطورة من الجبهات السابقة التي تواجهها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن إيديولوجية وطموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إضافة إلى علاقته الشخصية بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفعت إسـ،ــرائيل إلى إدراك حجم "التهديد الاستراتيجي المحتمل". ولفتت إلى أن تركيا تمتلك قوة بحرية كبيرة، وقدرة على فرض حصار بحري على إسـ،ـ.ـرائيل في حال قررت الهجوم. كما أوضحت أن الصراع المحتمل في أجواء جنوب سوريا، بين تركيا وإسـ،ـ.ـرائيل، يثير قلق الأخيرة بشأن سيطرتها الجوية الحيوية لعملياتها ضد إيران. وأبرزت الصحيفة أن نجاح تركيا في تحالفها مع دمشق واعتماد القيادة السورية على الدعم العسكري التركي يعزز من مكانة أنقرة كـ "تهديد استراتيجي جديد لإسـ،ـ.ـرائيل". العلاقات التركية السورية بعد سقوط النظام وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970. وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا. بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد. وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً. من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ"الأطماع الانفصالية" في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد. ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.