تحولت حياة شابة أمريكية موهوبة إلى مأساة صادمة بعد أن انتهت رحلتها مع الحياة نتيجة ضغوط نفسية حادة تعرضت لها في عملها، والتي وصلت ذروتها بعد قرار فصلها من وظيفتها، وسط اتهامات من عائلتها للشركة بسلوك قاسٍ وغير إنساني.وبحسب دعوى قضائية أمام المحكمة العليا في مانهاتن، فقد أقدمت آني سورمان البالغة من العمر 28 عامًا، على إنهاء حياتها بعد معاناة طويلة مع القلق والاكتئاب الناتجين عن ضغط العمل في شركة MongoDB المتخصصة في تخزين البيانات، والتي تبلغ قيمتها السوقية نحو 35 مليار دولار.وتشير وثائق القضية إلى أن سورمان، خريجة جامعة كولومبيا ومتدربة سابقة في وكالة «ناسا»، كانت تعمل كمديرة برامج تقنية، وتلقت موافقة أولية على إجازة مرضية للعلاج النفسي المكثف، إلا أن الشركة تراجعت فجأة عن هذا القرار، وقطعت عنها التأمين الصحي، مطالبة إياها بالعودة للعمل خلال أيام.وعبرت الشابة في رسائلها المتكررة إلى والديها عن معاناتها الشديدة، حيث كانت عاجزة عن أداء أبسط المهام اليومية، وتعاني من أفكار انتحارية متكررة. وبعد فصلها رسميًا من العمل، حاولت سورمان الانتحار باستخدام مادة قاتلة، وتمكنت والدتها من إنقاذها مؤقتًا قبل أن تُنقل إلى مستشفى للأمراض النفسية.لكن المأساة لم تتوقف، إذ حاولت سورمان مرة ثانية الانتحار باستخدام نفس المادة، وأبلغت الطوارئ بنفسها قبل أن تفارق الحياة أثناء نقلها إلى المستشفى. وتركزت رسالة وداعها على كلمات مؤثرة قالت فيها: «لمن يهمه الأمر: أنا أحبكم، أحبكم جميعًا، أنا آسفة.. أحبكم».واتهمت العائلة شركة MongoDB بممارسة سلوك غير إنساني حتى بعد وفاة ابنتهم، معتبرة أن فصلها جاء قبل تسريح جماعي للموظفين لتجنب دفع مستحقاتها، مؤكدين أن سورمان لم تكن تعاني أي اضطرابات نفسية قبل التحاقها بالشركة.ولم تصدر الشركة أي تعليق رسمي على الاتهامات حتى اللحظة، وسط موجة استنكار واسعة على وسائل التواصل حول ضغوط العمل وتأثيرها على الصحة النفسية للموظفين.