بدأت الهيئة العامة للطرق، اليوم الأحد تطبيق تقنية «تحسين سطح الطريق» المبتكرة، كإجراء استراتيجي لتعزيز السلامة المرورية وإطالة العمر التشغيلي لشبكة الطرق دون الحاجة لإعادة إنشائها بالكامل، بما ينسجم مع توجهات المملكة نحو الاستدامة والابتكار.
وتُصنف التقنية الجديدة ضمن أحدث أساليب الصيانة الوقائية عالمياً، حيث تعتمد على المعالجة «على البارد» لأسطح الطرق المتضررة، مما يلغي الحاجة لعمليات الكشط وإعادة الرصف التقليدية المكلفة والمهدرة للوقت.
وتعتمد الآلية الهندسية للتقنية على مزيج كيميائي دقيق يتكون من مستحلب أسفلتي، وركام ناعم عالي الجودة، ومياه، وإضافات خاصة، يتم خلطها وفرشها آلياً لإنشاء طبقة متماسكة تعالج العيوب الجوهرية للأسفلت.
معالجة التشققات السطحية
وتبدأ فرق العمل بتنظيف السطح وإصلاح التشققات الموضعية، لتتدخل بعدها معدات «المايكرو سيرفسنج» العملاقة لفرش طبقة رقيقة بسماكة تتراوح بين 5 إلى 10 مليمترات فقط، تتميز بقدرتها الفائقة على الجفاف السريع.
وتتيح سرعة جفاف الطبقة الجديدة إعادة فتح الطريق أمام الحركة المرورية خلال ساعات معدودة، مما يشكل حلاً مثالياً لتفادي الاختناقات المرورية التي تسببها أعمال الصيانة التقليدية طويلة الأمد.
وتعمل هذه الطبقة الذكية على معالجة التشققات السطحية بشكل جذري، وتعزز مقاومة الطريق للانزلاق، مما ينعكس بشكل مباشر وفوري على مستوى السلامة لقائدي المركبات وتقليل الحوادث الناتجة عن عيوب الرصف.
الانبعاثات الكربونية الضارة
وأكدت الهيئة أن البعد البيئي يمثل ركيزة أساسية في هذا التحول، حيث لا تتطلب التقنية عمليات تسخين، مما يخفض استهلاك الطاقة ويقلل الانبعاثات الكربونية الضارة، دعماً لمبادرات السعودية الخضراء.
وتسهم التقنية في تحسين المظهر الحضاري للطرق وضمان استواء السطح، فضلاً عن جدواها الاقتصادية المتمثلة في خفض تكاليف الصيانة المستقبلية وإطالة عمر الأصول الوطنية.
وتأتي هذه الخطوة لتدعم بشكل مباشر مستهدفات استراتيجية قطاع الطرق، الرامية للوصول بالمملكة إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر جودة الطرق بحلول عام 2030.
تغطية شبكة الطرق
وتسعى الهيئة من خلال هذه الحلول المبتكرة إلى خفض معدل الوفيات على الطرق إلى أقل من 5 حالات لكل 100 ألف نسمة، في إطار التزامها بحماية الأرواح والممتلكات.
وتعمل الهيئة بالتوازي على تغطية شبكة الطرق بعوامل السلامة المرورية وفق تصنيف «IRAP» العالمي، مع الحفاظ على مستوى خدمة متقدم يلبي الطلب المتزايد والطاقة الاستيعابية للشبكة.