واشنطن- شفق نيوز- مصطفى هاشم استبعد خبير أميركي بارز في شؤون الشرق الأوسط، إتمام الانسحاب الكلي لقوات الولايات المتحدة من العراق بحلول نهاية عام 2026، عازياً ذلك إلى "العداء الشديد" الذي يكنّه الرئيس دونالد ترمب لإيران، وسيطرة حلفائها على المشهد السياسي العراقي، واصفاً الوضع الحالي بـ"المعضلة المستعصية". وقال أستاذ دراسات الشرق الأوسط، بول ديفيس، في تصريحات خاصة لوكالة شفق نيوز، إن "الانسحاب الكامل للقوات الأميركية بحلول نهاية عام 2026 ليس مرجحاً في رأيي، على الرغم من رغبة الرئيس ترمب الشديدة في الانتهاء من الملف العراقي، إلا أنه يحمل قدراً كبيراً من العداء تجاه إيران، التي تسيطر الآن -كما هو معروف- على الكتلة الأكبر من المقاعد البرلمانية بعد الانتخابات الأخيرة". وربط ديفيس مصير "نزع السلاح" بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، متوقعاً تأخيراً طويلاً في ولادتها. وقال: "الموقف الأول الذي يحتاج إلى حل هو تشكيل حكومة جديدة، وحالياً لا يبدو أن هذا سيحدث قبل منتصف عام 2026". وأضاف أن "كيفية وتوقيت تشكيل هذه الحكومة سيكونان محدداً رئيسياً لمسار نزع سلاح الفصائل أو دمجها"، مشيراً في الوقت نفسه إلى عامل آخر مؤثر وهو "السياسة الداخلية لإيران التي تبدو الآن في حالة تقلب، ما قد يجعل اهتمام طهران بالشؤون الداخلية يطغى على الملفات الخارجية". وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كانت أي حكومة عراقية تملك "رأس المال السياسي أو العسكري" لنزع سلاح الفصائل المتغلغلة في الدولة، كان ديفيس حاسماً: "الجواب المختصر هو بالطبع: لا". وأوضح الخبير الأميركي أن "تعداد الميليشيات يقدر ما بين 150 إلى 250 ألف عنصر. وبموجب اتفاق سابق، كان من المفترض دمج الحشد الشعبي في القوات الأمنية النظامية تحت السيطرة المباشرة لرئيس الوزراء بدلاً من القيادات العسكرية، لكن هذا لم يحدث، وظلت الميليشيات تحت سيطرة إيران". وحذر ديفيس من أنه "ما لم يتم تعطيل السيطرة الإيرانية، سياسياً ومالياً، فمن غير المرجح تحقيق أي تحرك حقيقي نحو نزع السلاح". وعن توقيت التصعيد الحالي واشتراط الفصائل خروج القوات الأجنبية قبل تسليم السلاح، وصف ديفيس الوضع بمصطلح "كاتش-22" (Catch-22 ) -أي الدائرة المفرغة التي يستحيل الخروج منها. وقال: "الخطاب المستمر من جماعات مثل كتائب حزب الله يقول إنهم لن ينزعوا سلاحهم حتى تخرج جميع القوات الأميركية والأجنبية، بينما تقول الولايات المتحدة إن نزع السلاح شرط للانسحاب.. هذا يضع الوضع في مأزق، ويعيدنا مرة أخرى إلى إيران وسيطرتها". "الأمر الآخر المثير للقلق يأتي من التاريخ"، بحسب ديفيس الذي استذكر تجربة الصحوات، قائلاً: "عندما قامت الحكومة العراقية بنزع سلاح (أبناء العراق/ الصحوات)، فتح ذلك الباب أمام تنظيم داعش للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي السنية العراقية بمقاومة تذكر". وأضاف: "الوقت كفيل بكشف ما سيحدث، لكنني لست متفائلاً".