لم يكن اعتراف دولة الاحتلال الإسرائيلي بما يسمى أرض الصومال خطوة دبلوماسية عابرة ولا تصرّفًا تكتيكيًا محدود الأثر، بل يمثل لحظة مفصلية في مسار إقليمي بالغ الخطورة، يمكن توصيفها بوصفها الإعلان الرسمي الأول لحرب التفتيت الكبرى التي يجري تنفيذها بهدوء منذ سنوات، وانتقلت اليوم من مرحلة العمل غير المباشر إلى فرض الوقائع الجيوسياسية الصلبة. هذه الخطوة ليست معزولة عن السياق، بل جاءت في لحظة انهيار عربي شامل، وتفكك عميق في مفهوم الدولة الوطنية، وانشغال العواصم المركزية بصراعاتها الداخلية، ما وفّر لتل أبيب فرصة نادرة لملء الفراغ الاستراتيجي بأدوات قانونية وسياسية بدل الدبابات والطائرات.