من المهم جدا أن أنوه بداية أنني أتحدث هنا عن ما يسمى في التراث الإسلامي "بالشروط العمرية" وهي تماما غير "العُهدة العُمرية" التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل مدينة القدس "إيلياء" عند فتحها صُلحا، حيث سجلت هذا العُهدة صورة ناصعة جدا لأعظم صفحات الإسلام، والتي تمثلت باحترام خصوصية المُخالفين بإعطائهم الأمان على أنفسهم وأموالهم وممتلكاتهم وأماكن عبادتهم ومعاملتهم "كأهل ذمة" بكل عدل وإنصاف في ذلك الزمن المليء بالظلم والتوحش وعدم احترام الآخر، وكانت العُهدة وما زالت موضع فخر عند المسيحيين والمسلمين على حد سواء والذين يتذكرون فيه تسليم بطريرك القدس "صفرونيوس" مفاتيح المدينة لأمير المؤمنين عمر بكل محبة ورضى.